إذا أردت معرفة مصير سيارات «سيكويا» و«نيسان» المنهوبة من منزل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، فما عليك سوى طرق باب شقيق رئيس الرقابة الثورية في جماعة «أنصار الله» محمد العماد. القيادي السابق في الحركة الحوثية علي البخيتي، غادر صنعاء أخيراً برفقة أفراد أسرته كافة، وفتح النار على قادة الحركة الحوثية وأعضائها، وعلى رأسهم عبد الملك الحوثي شخصياً، الذي اتهمه وحركته ب «الفساد»، قائلاً أنه فعل في صنعاء ما لم يحققه علي صالح خلال 33 عاماً. وقال البخيتي في رسالة وجّهها إلى الحوثي: «الأخ عبد الملك الحوثي: لم يبن الرئيس السابق صالح منازل وفللاً إلا بعد مرور 20 عاماً على حكمه، ولم نسمع بنجله أحمد وأولاد أخيه إلا في العقد الثالث من حكمه. بينما أحد أتباعكم، وهو محمد العماد، شقيق مسؤول الرقابة الثورية، قاب قوسين أو أدنى من إكمال الدور الثامن في عمارة ضخمة، بنى جلّها خلال أشهر الحرب الأخيرة، مستغلاً سلطة أنصار الله ونفوذه المستمد من نفوذ أخيه غير الرسمي في قطاع النفط». وزاد: «لا تحدثني عن مجرمين ولا عن فساد، فأصحابك أشد فتكاً في هذه المجالات من الآخرين، إذ عملوا خلال عام واحد فقط ما لم يعمله صالح وأصحابه في 33 عاماً. الناس يبيعون بيوتهم في صنعاء وقادتك الثوريون «القرآنيون»، وهم بالعشرات، يعمرون القصور ويجمعون الأموال بشراهة واستعجال، فإن كنت تدري فتلك مصيبة، وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم». واختتم البخيتي رسالته إلى قائد الميليشيا الحوثية بقوله: «إذا كان بيتك من زجاج فلا ترمِ بيوت الناس بالحجارة، وأهل دارك أولى بنصائحك وخطبك ومواعظك عن الأخلاق». وأمام مكاشفات علي البخيتي، لم يجد رئيس الرقابة الثورية في الجماعة، محمد علي العماد، إلا لغة التهديد رداً، إذ كتب على صفحته في «فيسبوك»: «إذا لم يسكت علي البخيتي عن رمي قاذوراته على أشرف الناس، فأنا مستعد لمناظرته عبر أية قناة، وأكشف عبر أي جهاز مخابرات دولية يتحرك البخيتي، ومن يخدم، ومن في هذه اللحظات يوجّهه إلى الانتقام من ثورة 21 أيلول (سبتمبر)». وفي تعليقه على تحدّي محمد العماد بمناظرته، عبّر البخيتي عن استعداده لمناظرة «محمد أو أخيه علي العماد رئيس الرقابة الثورية، أو أي شخص داخل الحركة، مثل محمد عبدالسلام، أو حسين العزي، أو أي من زملائي - سابقاً - في المجلس السياسي، وعلى قناة «المسيرة»، ولنحتكم إلى جماهيرهم، ومن على قناتهم إن كانوا صادقين». وقال: «الفساد في أنصار الله الحوثيين أصبح ظاهرة عامة، وبخاصة بين قيادات صنعاء ومراكز المدن، وهناك فساد داخل أسرة الحوثي نفسها، وأقارب عبد الملك الحوثي شخصياً، ومن الدرجة الأولى سأكشف عن بعضه في مقال قادم، وبالأدلة». ووجه البخيتي سؤالاً مباشراً إلى العماد: «أخي علي العماد، هناك سيارة «سيكويا» وسيارة «نيسان» مدرعتان، نهبهما محمد أخوك من منزل رئيس الجمهورية «هادي» في شارع الستين يوم اقتحمتموه، فما مصير تلك السيارات؟».