تبادل أعضاء في جماعة التمرد الحوثي الاتهامات بالفساد، والتهديد بكشف مزيد من الملفات، مما يوضح استشراء الفساد وسط الجماعة التي اغتصبت السلطة واعتدت على الشرعية. وأشار ناشطون إلى أن الحرب التي تدور في الوقت الحالي بين القيادي الحوثي، علي العماد، والمنسلخ عن الحركة علي البخيتي سوف تكشف مزيدا من ملفات الفساد التي سعت الحركة جاهدة إلى إبقائها طي الكتمان. وكان العماد قد شن خلال الفترة الماضية هجوما لاذعا على المنشق البخيتي، ووصفه بأنه انتهازي، وتحداه بمناظرة تلفزيونية، مما دفع الأخير إلى الرد في منشور على صفحته بموقع فيسبوك. مشيرا إلى أن الأولى بالعماد قبل اتهامه هو تقديم تبرير لإقدامه وأخيه على بناء عمارة سكنية من ثماني طوابق، وإيضاح المصادر التي حصل منها على الأموال. وأبدى البخيتي استعداده لمناظرة كافة قيادات الحركة المتمردة، أمثال محمد عبدالسلام، وحسين العزي. استغلال النفوذ وأضاف البخيتي في منشوره "أتمنى من العماد - بصفته رئيس الرقابة الثورية- أن يوضح لنا لماذا لا يبدأ بمحاسبة أخيه على الكثير من صفقات الفساد التي تورط بها، ولماذا لا يسأله: من أين لك هذا؟". وأضاف "بطبيعة الحال فإن العمارة السكنية شراكة بينهما، أحدهما يستولى على الأموال، والثاني يداري الفضيحة ويستغل مركزه لتسهيل الصفقات". وتابع "الفساد وسط الحوثيين أصبح ظاهره عامة، وبالأخص بين القيادات التي في صنعاء ومراكز المدن، وهناك فساد داخل أسرة بيت الحوثي نفسها، وأقارب عبدالملك الحوثي شخصيا ومن الدرجة الأولى، وسأكشف عن بعضه في مقال قادم، وبالأدلة الموثقة. وأوجه تساؤلا للعماد بأن هناك سيارة سكويا وسيارة برادو مدرعات، نهبها أخوه محمد من منزل الرئيس هادي بشارع الستين يوم اقتحمتوه، فما مصير تلك السيارات؟". وتابع البخيتي في منشور آخر أن الحوثيين نهبوا 130 سيارة من مشروعي وقاية النباتات، ومكافحة الجراد، بصنعاء. تورط زعيم الانقلابيين كما وجه البخيتي رسالة أخرى إلى زعيم الانقلابيين، عبدالملك الحوثي، قائلا "أحد أتباعكم وهو محمد العماد، شقيق مسؤول الرقابة الثورية قاب قوسين أو أدنى من إكمال الدور الثامن في عمارة ضخمة، شيد جلها خلال أشهر الحرب الأخيرة، مستغلا نفوذ أخيه". وأضاف "لا تحدثني عن مجرمين ولا عن فساد، فأصحابك أشد فتكا في هذه المجالات من الآخرين، فقد عملوا خلال عام واحد فقط ما لم يعمله صالح وأصحابه في 33 عاما. فالناس يبيعون بيوتهم في صنعاء، وقادتك الثوريون القرآنيون وهم بالعشرات يعمرون القصور ويجمعون الأموال بشراهة واستعجال، فان كنت تدري فتلك مصيبة وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم. وإذا كان بيتك من زجاج فلا ترم الناس بالحجارة، وأهل دارك أولى بنصائحك وخطبك ومواعظك عن الأخلاق".