تتعرف دولة الإمارات العربية الى موهبة مصممة المجوهرات الأردنية لمى حوراني عبر إطلالتها الجديدة من خلال محال بلومنيقدايلز (Bloomingdales) في دبي وبوتيك اوناس (ounass) في أبو ظبي. يأتي ذلك بعد نجاحات حققتها حوراني العام الماضي من خلال مشاركتها في أهم أسابيع عروض الموضة والأزياء العالمية في إيطاليا ونيويورك. وكتبت «نيويورك تايمز» عن مجموعاتها من المجوهرات، كما كتب عنها الموقع الإلكتروني المتخصّص بأنماط التصميم «Cool hunting». وتُعرض أعمال حوراني التي تعتمد صورها في كثير من مجلات الأزياء العالمية والعربية، في متجر «Harvey Nichols» العالمي في دبي، في شكل دائم. بدأت حوراني تصميم الحلي وإنتاجها عام 2000 في عمّان، وافتتحت قاعتها الخاصة في غاليري «رؤى 32» في نيسان (أبريل) 2004. وخلال أقلّ من عقد، حققت حوراني إنجازات مهمة في هذا المجال. ففي عام 2002، عرضت في المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي. ثم عرضت حليها في متحف الفن الحديث في سنسناتي في الولاياتالمتحدة، وفي متحف أتاوا للحضارات الإنسانية في العاصمة الكندية، وفي متحف هناو الألمتني. إضافة إلى عرض أعمالها للبيع في متجرين في مدينة ميلانو في إيطاليا، وآخرَين في الولاياتالمتحدة. توجهت حوراني لصياغة مجوهراتها من الفضّة «لأنها مادة خام مرنة ومحايدة ولونها جميل ومرتبطة بتراثنا»، كما تقول. وهي تعدّ الفضّة القماشة التي ترسم عليها «الكانفاس» الخاص بها. أما الأحجار فهي كما تقول: «الألوان التي أعمل على تشكيلها في لوحتي». حصلت حوراني على بكالوريوس في الفنون الجميلة في عام 2000، وتحمل شهادتي ديبلوم في التصميم من «Vicenza GIA» في إيطاليا، وماجستير من معهد مارانغوني في مدينة ميلانو الإيطالية. استخدمت في تجاربها الأولى الفضّة وأحجاراً شبه كريمة، وتعرض كلّ ستة شهور مجموعة جديدة. تؤمن حوراني بأنّ «الفن أفضل وسيلة للتعبير عن النفس بطريقة سلمية وحضارية». أما هاجسها الأكبر فكان البحث عن لغة خاصة بها، تشبهها وتميزها عن سواها. انطلاقاً من ذلك، اختارت العمل على رموز الرسم ما قبل التاريخ التي تميزت بها أعمالها. وتقول إن هذه الرموز موجودة في كلّ أنحاء العالم وهي متشابهة، لذا تستعملها لأنها لغة عالمية- إنسانية وهي حرة وعفوية، كما انها تعود إلى ما قبل الحواجز العرقية والدينية. بدأت حوراني أيضاً العمل على إيجاد رموز لأماكن في الأردن، مثل البحر الميت، ووادي رام، والكهف، وأدرجَتها في تصاميمها. فقد أثّرت بيئة الأردن في أعمالها تأثيراً كبيراً لا سيما الصحراء والصخور والملمس الخشن والتضاد اللوني وتضاد الكتل. وتستخدم أحجاراً خاصة في كلّ مجموعة مجوهرات تصممها، وتختارها خلال سفرها. لذا تسافر خصيصاً لجلب هذه الأحجار من مناطق مثل شمال شرقي آسيا والهند وإيطاليا. تدمج حوراني في مجموعتها الأولى بعنوان «أغنية شرقية»، ما بين المنطقة العربية وجنوب شرقي آسيا من حيث المكونات الفنية، إذ تستخدم حجر «الجييد» من جبال جنوب شرقي آسيا المحفور يدوياً وإعادة صياغته، ثم تُضيف رموزها المعروفة بها، وتعيد تصميمه وبناء تكويناته من خلال رؤيتها الفنية. وتضع في السناسل العديد من العناصر والتعويذات الجالبة للحظ والحب والصحة والثروة وحسن الطالع مثل السمكة والشجرة والتفاحة وحدوة الحصان والسلحفاة. «المفاتيح» هو عنوان مجموعتها الثانية المستوحاة من المفتاح الذي يرمز للحب والسعادة والأمل والمستقبل الأفضل، والانفراجات العامة والخاصة، كما أنه رمز للحلم بالعودة الى البيت والوطن. واستوحت حوراني الأشكال من مفاتيح قديمة وحديثه، حيث دمجت بين المفتاح القديم والحديث وأضفت عليه ملامس وألواناً من خلال أكسدة المعادن المستعملة، من فضة وذهب. بينما تتضمن «المجموعة الهندسية» أشكال الكرة والمكعب والأسطوانة والقرص والدائرة التي دمجت مع السلاسل المتشابكة و «الدناديش» والأحجار الكريمة وشبه الكريمة. وتستوحي حوراني في مجموعتها الرابعة، من العملات المعدنية القديمة، الرومانية أو البيزنطية. وعتّقت الفنانة العملات المصنوعة من الفضة وطلتها بالذهب الأصفر والأحمر، ووضعت ضمن سلاسل مختلفة و «دناديش» مع مجموعة أقراص مختلفة من الأشكال والأحجام لتشكل كتل متناغمة بصرياً. وابتكرت حوراني «عملتها» الخاصة التي تشبه النبطية والرومانية القديمة، التي تفتقد حدودها الخارجية إلى الانتظام، حيث تتسم بتعرجها التلقائي، وتحاول أن تكتمل في صورة دائرة، وتستخدم مع هذه «العملات» المبتكرة كتلاً من الأحجار الكريمة وشبه الكريمة. أما المجموعة الخامسة فهي الأشجار، وتحديداً شجرة الزيتون التي تعتبرها جميع الحضارات شجرة مقدسة، رمزاً للسلام والمحبة. إن كل من هذه المجموعات هي مجوهرات فنية منتجة على شكل قطعة واحدة فريدة، أو مجموعة محدودة العدد، وذلك انطلاقاً من إيمان حوراني بأن أعمالها قطع فنية للارتداء ويجب أن تلبي شخصية مرتديها وذوقه.