بدت دبي كأنها تحتفل ببلوغ معرضها السنوي «جيتكس» عامه ال35، بأن ضخّت في عروقه الشابة، مجموعات من روبوتات متقدّمة وطائرات «درون» Drone المؤتمتة التي تحلّق من دون طيّار، إلى جانب أجهزة «الطباعة ثلاثية الأبعاد» 3 D Printers. وحقّقت الأجهزة الأخيرة دخولها الأول إلى الدول العربيّة عبر بوابة الخليج العربي. وتوافق «جيتكس دبي 2015» أيضاً مع سعي الإمارة الى التحوّل مدينة ذكيّة، ما جعل ذلك المعرض يكتظّ بالأجهزة والأدوات والبرمجيات التي تتعامل مع الذكاء الإصطناعي وتطبيقاته في الحياة اليوميّة للمدن الذكيّة. وتسابقت الشركات المحلية والعالمية خلال أسبوع «جيتكس» الذي اختتم معرضه وبوابته للبيع المباشر («جيتكس شوبرز» Gitex Shoppers) أخيراً، في عرض أحدث أدوات ثورة المعلوماتيّة والإتصالات المعاصرة. ونافل القول أن خيط الذكاء الإصطناعي يربط تلك الأدوات والأجهزة جميعها، ما جعل «جيتكس دبي» معرضاً للذكاء بمعانٍ متنوّعة تماماً. واستغلت شركة «ديجيتال روبوتكس» Digital Robotics، الحدث لعرض مجموعة من الروبوتات التي تقدر على العمل في المقاهي الذكيّة التي تضمّ طاولاتها شاشات رقميّة تعمل باللمس، وتنقل الأوامر إلى تلك الروبوتات التي تعمل بديلاً من الموظفين في المقاهي التقليديّة. كما عرضت «ديجيتال روبوتكس» سيارات أجرة يقودها الروبوت، ومزوّدة بخدمة تحديد المواقع العالمية «جي بي إس»، من المتوقع أن تلعب دوراً مهماً في الدفع باتجاه «دبي مدينة ذكيّة»، خصوصاً عندما تعمل في مرافق كالمطارات والجامعات ومراكز التسوق ومراكز المؤتمرات والمرافق العامة. وفي الطباعة الثلاثية الأبعاد، قدمت «جاكيس لحلول الأعمال»، آلة «بيغ ريب وان ثري دي برينتغ» Bigrep One 3d printer، وهي تعتبر عملاق الطابعات الثلاثيّة الأبعاد حاضراً، وتعمل على صنع أنواع كثيرة من المجسّمات، بما فيها قطع الأثاث وأدوات المطبخ ومزهريّات الزينة وغيرها. وفي تقنيات طائرات ال»درون» المسيّرة عن بُعد، قدمت شركة «دي جيه آي» DJI، وهي من كبريات مصنعي الطائرات المسيّرة عن بُعد، طائرة ال»درون» المتقدّمة المسمّاة «أوسمو» المتخصّصة في التصوير الجوي والسينمائي. «سنة الإبتكار» استغلت دوائر الإمارات الحكومية الحدث، لعرض ما لديها من تطبيقات ذكيّة، بالتماشي مع توجه الدولة بقوة صوب تعزيز التكنولوجيا، وهو ما عبّر عنه تخصيصها عام 2015 عاماً ل»الابتكار». وخلال معرض «جيتكس دبي 2015» أطلقت شرطة دبي مبادرة «المدينة السعيدة» التي تستهدف قياس مستوى السعادة العامة لسكان إمارة دبي، عبر تطبيق ذكي، يشمل قرابة 82 خدمة متنوّعة. وفي ذلك الصدد، قال القائد العام لشرطة دبي، اللواء خميس مطر المزينة، أن مبادرة «المدينة السعيدة» تعطي القيّمين على خدمات الناس في دبي، مؤشرات حول مدى سعادة الجمهور بالخدمات العامة. وشملت التقنيات التي عرضتها شرطة دبي، سيارة دورية حديثة من طراز «ليكزس» مزودة راداراً متقدّماً في رصد متجاوزي السرعة، إضافة إلى أجهزة تمكّنها من تلقي استغاثات المكفوفين وشكاويهم التي تلتقطها بمجرد هزّ المكفوف للخليوي. وتضمن العرض أيضاً، خدمة مجانيّة لإعطاء شهادة بحث عن سائقي السيّارات، تشمل سوابقهم. وقدّمت شرطة دبي عرضاً أول عن تقنية متطوّرة للتعرّف إلى المطلوبين والمجرمين باستخدام «البصمة الحركيّة». وعرضت منصة شرطة دبي «روبوتاً» على هيئة رجل شرطة. وبيّن مدير الإدارة العامة للخدمات الذكيّة العقيد خالد ناصر الرزوقي، أنّ ذلك الروبوت يمثّل رجل الشرطة الذكي، ويعمل بواسطة تقنيّات فائقة التطوّر تساهم شرطة دبي في تطويرها، كما تجربّها في غير نوع من الروبوتات، لافتاً إلى أن «فريق العمل يعكف على دراسة البرمجة الخاصة المطلوب تزويدها به، وفقاً لحاجاتنا... ولدينا إصرار على الخروج بتقنية ستكون مبهرة للعالم». ويتوجه الشرطي- الروبوت الذكي إلى الجمهور مباشرة بمجرد مناداته، كما يرد على الاستفسارات عن الخدمات المتنوّعة، والمستندات المطلوبة لإنجاز أنواع المعاملات. وكشف الرزوقي أيضاً عن نظام صوتي مخصّص للمكفوفين، يعمل بمجرد هزّ الجهاز، ويرشد المكفوف إلى خدمة الاستغاثة. وعرض أيضاً تطبيق «أمنك بلمسة زر» الذي يعمل باللمس، إضافة الى تقنية تتمثل في «البصمة الحركيّة» التي تستطيع تحديد هوية مرتكب الجريمة بواسطة طريقة سيره. «دبي الآن» وعرضت بلدية الفجيرة، تطبيقات رقميّة للخليوي أشرفت على تطويرها، تمكّن الجمهور من الاستفادة من خدمات البلدية على مدار الساعة بسهولة وكفاءة وفعاليّة، إضافة الى «كيوسك»، لتقديم الخدمات المتّصلة بحاجات الناس، بطريقة سلسلة تماماً. وفي المعرض عينه، عرضت دائرة جمارك دبي، نظام التفتيش الذكي للحقائب، المستخدم تجريبياً في مطارات دبي، والمعروف باسم «الطاولة الذكية»، وهو يمكّن ضبّاط الجمارك من التعرّف الى أرشيف المسافر عبر مرور حقائبه على طاولة فيها كاميرا متطورة وجهاز فحص بالأشعة السينيّة. وضمن فعاليّات «أسبوع جيتكس للتقنية 2015»، عرضت الدائرة عينها سيارة برمائية صديقة للبيئة، مزودة ب10 أجهزة تفتيش متطورة، تعمل جميعها بالطاقة الشمسيّة. وتساعد السيارة في اكتشاف المخاطر الجمركيّة البحريّة التي ربما تواجه مفتشي «جمارك دبي» أثناء أداء مهماتهم. وأطلق ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، أول منصة موحّدة للخدمات الحكوميّة الذكيّة، وحملت إسم «دبي الآن». وتمكن المنصّة الجمهور من الوصول إلى خدمات 22 جهة حكوميّة، إضافة إلى إنجاز المعاملات عبر الهاتف والكومبيوتر. وفي سياق مُشابِه، كشفت «حكومة دبي الذكيّة» أن تلك المنصة الموحّدة تحتوي لوحة بيانات تفاعليّة تجمع الخدمات الأكثر استخداماً في أقل عدد من الخطوات، بهدف توفير وقت المتعاملين وجهدهم. ويعتبر ذلك ملمحاً تقنيّاً متميّزاً لمنصة «دبي الآن».