أدى العثور على محفظة بداخلها سبع رخص سير مزوّرة في بلدة داي سيتي شمال ولاية كاليفورنيا إلى الإيقاع بأميركي تتهمه السلطات بإدارة شبكة من الأشخاص الذين يجلسون لامتحانات اللغة الإنكليزية والرياضيات ومواد أخرى في المعاهد المحلية وجامعة كاليفورنيا بدلاً من طلاب من السعودية والإمارات ولبنان والكويت وتركيا وقطر، في مقابل مبالغ تزيد على 34 ألف دولار. وذكرت وكالة «أسوشيتد برس» أن الأميركي إيمون هيغينز (46 عاماً) لم يحصل على أي درجة جامعية، بل لم يكمل الكلية الإعدادية التي تؤهل لدخول الجامعة، لكن المحققين يدعون أنه ظل طوال السنوات السبع الماضية يذهب بانتظام إلى المدارس والجامعة للجلوس لاختبارات نيابة عن طلاب أجانب. ووجّهت إليه المحكمة أول من أمس (الاثنين) تهمة إدارة عصابة من الممتحنين غير الشرعيين لمساعدة عشرات الطلاب العرب على اجتياز اختبارات القدرة في اللغة الإنكليزية التي تشترط الولاياتالمتحدة اجتيازهم لها لمنحهم تأشيرة دخول بغرض الدراسة، ويقومون بمساعدتهم بعد حصولهم على التأشيرة وحضورهم إلى الأراضي الأميركية بالجلوس بدلاً منهم لاختبارات الكليات والاختبارات النهائية لضمان حصولهم على الدرجات التعليمية المطلوبة. ومثل هيغينز أمام المحكمة في سانتا آنا ومعه 16 شخصاً تتهمهم السلطات بأنهم أعوانه، وطبقاً لأوراق المحكمة فإن فتاة شقراء تعمل لمصلحة هيغينز جلست لأداء اختبار بوثيقة هوية مزوّرة تحمل صورتها واسم رجل عربي. وأعلنت السلطات أن ستة من عملاء هيغينز من الطلاب العرب يواجهون اتهامات جنائية، فيما يواجه البقية اتخاذ إجراءات تقضي بإبعادهم، كما سيتم استجواب 10 طلاب في الشأن نفسه. وعلى رغم أن شرطة كاليفورنيا لم تتهم أياً من عملاء هيغينز بالإرهاب، إلا أن محققيها سيحاولون معرفة الدوافع التي حملتهم على استئجار خدماته. ويدفع عملاء هيغينز 1500 دولار في مقابل جلوسه نيابة عنهم لأداء الاختبار الواحد. وتكشف رسالة إلكترونية ضبطت في كومبيوتر هيغينز أنه طلب من الطالب السعودي م. ع. النعيم وعدد من زملائه 34 ألف دولار في مقابل اضطلاعه بأعباء الفترة الدراسية كاملة نيابة عنهم. وكانت الولاياتالمتحدة طبقت نظاماً لتعقّب أداء الطلاب الأجانب عقب هجمات أيلول (سبتمبر) 2001. لكن قضية هيغينز كشفت ثغرات مميتة في النظام. وبعد حادثة العثور على محفظة هيغينز الضائعة، تم تحديد شقته وتفتيشها فعثرت السلطات على 60 وثيقة هوية مزوّرة.