أعلنت مؤسسة «ابن رشد للفكر الحر»، التي تتخذ من برلين مقراً لها، أمس، فوز الكاتبة الفلسطينية عائشة العودة بجائزتها السنوية لعام 2015 والتي خُصصت لأدب السجون، ومنحت الجائزة الثانية التقديرية لكل من السوري مصطفى خليفة والمغربي أحمد المرزوقي. وتمنح المؤسسة جائزة تبلغ قيمتها المالية الرمزية 2500 يورو في مجال يتغير بين عام وآخر، وتتغير لجنة التحكيم سنوياً. ويتسلم الفائز الجائزة في حفلة في برلين في ذكرى وفاة ابن رشد في كانون الأول (ديسمبر) سنوياً. وأعلنت المؤسسة في آذار (مارس) الماضي، تخصيص الجائزة لكاتبة أو كاتب قدم في مجال أدب السجون عملاً روائياً أو سيرة ذاتية أو شعراً يحفز بإنتاجه المكتوب باللغة العربية على نقاش عام وواسع حول السجون والقمع وانتهاك الحريات والكشف عن أوضاع السجناء السياسيين، ويعزز في عمله قيم الحرية والكرامة الإنسانية في العالم العربي. ومنحت الجائزة طوال 16 سنة لفائز واحد، وهذه المرة الأولى التي تعلن المؤسسة فيها أسماء فائزين بجائزة ثانية. وقالت المؤسسة، في بيان، إن «عائشة عودة المولودة في عام 1944 في قرية دير جرير من ضواحي رام الله، عاشت مرارة الحكم العسكري الإسرائيلي وظلم سجونه في عام 1969». وأضافت أن «الجيش الإسرائيلي نسف منزل أسرتها إثر اعتقالها في عام 1970، وصدر في حقها حكمان بالسجن المؤبد مضافاً إليهما عشر سنوات بتهمة المشاركة في وضع القنابل في القدس الغربية والانتماء إلى "منظمة غير مشروعة"، ولم تحصل على حريتها إلا عبر عملية تبادل للأسرى عام 1979». وأوضحت المؤسسة أن «عائشة أبعدت إلى الأردن، وعادت إلى أرض الوطن بعد توقيع اتفاقات (أوسلو)». وحرصت عائشة على كتابة تجربتها، ونقلت الكثير عن فظاعة التعذيب الجسدي والنفسي في الاستجواب والحبس المتواصل داخل سجون الاحتلال في كتابيها «أحلام بالحرية» و«ثمناً للشمس»، وصدرت لها مجموعة قصص بعنوان «يوم مختلف» في عام 2007. وأفاد البيان بأن «لمصطفى خليفة، قصصاً مع السجون في سورية عندما شارك في شبابه بنشاطات سياسية أدت إلى سجنه مرتين، وامتدت في المرة الثانية 15 سنة تنقل بين عدد من السجون». وشكلت التجربة التي عاشها مصطفى موضوعاً لروايته «القوقعة» والتي تسرد حوادث دقيقة ومؤلمة، لتصبح شاهدة على مدى العنف والظلم في سجون الطغاة. وذكر البيان أن «أحمد المرزوقي، الضابط المغربي السابق المولود في عام 1947، واجه حكماً أصدرته محكمة عسكرية بالسجن خمس سنوات في تموز (يوليو) 1971، لكنه أمضى في السجن 20 سنة، منها 18 في معتقل تزممارت الرهيب ولم يفرج عنه إلا في عام 1991». وسجل تجربته في كتابه «تزممارت... الزنزانة رقم 10». وفاز بالجائزة «مفكرون وفنانون»، منهم الجزائري محمد أركون والمغربي محمد عابد الجابري والسودانية فاطمة أحمد إبراهيم والسورية رزان زيتونة، والفلسطينيون عزمي بشارة وعصام عبد الهادي والمطربة ريم بنا، والتونسيون نوري بوزيد وسهام بن سدرين وراشد الغنوشي، والمصريون محمود أمين العالم ونصر حامد أبو زيد وسمير أمين وصنع الله إبراهيم. وضمت لجنة التحكيم هذا العام كلاً من الشاعر المغربي محمد الأشعري والروائيين السوري خالد خليفة والعراقي صموئيل شمعون والناقدتين الأردنيتين رزان محمود إبراهيم والمصرية سامية محرز.