أعلنت مؤسسة ابن رشد للفكر الحر، فوز الصحافية والناشطة التونسية سهام بن سدرين بالجائزة ال13 للمؤسسة التي تقدّم هذا التقدير منذ عام 1998 إلى شخصيات أو مؤسسات حققت مساهمات ثقافية وسياسية بارزة في العالم العربي. وللسنة الثانية على التوالي، يستضيف متحف الفن الإسلامي في برلين حفلة تقديم الجائزة في 25 من الشهر الجاري، ما يشكل تتويجاً للتعاون بين المتحف والمؤسسة. وسهام بن سدرين (61 سنة) صحافية وناشطة في مجال حقوق الإنسان منذ سنوات دراستها الفلسفة في باريس. عملت في صحف عدة، وعانت مع الرقابة بسبب لهجتها النقدية. شاركت في تأسيس مجلة «كلمة» التي لم ترخص لها الحكومة التونسية، ومع ذلك صدرت على الإنترنت، ووصل استقطابها إلى 40 ألف زائر شهرياً. وهؤلاء الزوار تعلموا التحايل بطريقة مبدعة على الحظر المفروض على الإنترنت. وتقول بن سدرين إن «الإنترنت فضاء افتراضي يوفر مساحة آمنة للمقاومة». وشنّت على بن سدرين حملات تشهير، وأصيبت بجروح إثر تعرضها لهجوم من «مجهولين» في الشارع، مرات عدة، كما اعتقلت وعُذّبت. استضافتها مؤسسة هامبورغ للمضطهدين سياسياً، وحصلت على منحة ضمن مشروع «كتاب في المنفى». وفي عام 2009، ولما أصبحت حياتها في خطر إثر تلقيها تهديدات في تونس، رحلت إلى المنفى، لتعود بعد تنحي زين العابدين بن علي. وضمّت لجنة التحكيم هذه السنة، توجان الفيصل (إعلامية وناشطة حقوقية وكانت أول نائب في البرلمان الأردني)، صبحي الحديدي (كاتب وناقد أدبي سوري)، حمدي قنديل (إعلامي وناشط سياسي مصري)، نادية المهيدي (أستاذة جامعية ومستشارة مغربية لمنظمات دولية)، وليلى الشيخلي (إعلامية عراقية في قناة الجزيرة وسفيرة الأممالمتحدة للنوايا الحسنة). يذكر أن مواضيع جائزة مؤسسة ابن رشد تنوعت، وشملت حتى الآن مجالات الأدب والسينما وحقوق المرأة والإصلاح الديني والفكر التنويري والاقتصاد وغيرها، إذ تدعو أعضاءها سنوياً إلى التصويت على موضوع الجائزة من ضمن قائمة مواضيع. كما تفتح باب الترشّح أمام كل من يرغب.