ليس غريباً أن تنال المغنية والملحنة الفلسطينية ريم بنّا جائزة تقديراً لمناصرتها قضايا الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، هي التي جاهرت بمواقفها الداعمة للحراك الشعبي في العالم العربي والتي ترجمتها في أعمالها الفنية لا سيما ألبومها الأخير "تجلّيات الوجد والثّورة". فقد أعلنت مؤسسة ابن رشد للفكر الحر ومقرها برلين منح جائزتها الخامسة عشرة لريم بنّا، جائزة خصصتها هذا العام لمغنية أو مغن أو لفرقة فنية ممن ينادون عبر أعمالهم الفنية بالحرية والديمقراطية وضمان الحقوق المدنية. ومنحت المؤسسة الفنانة الفلسطينية كونها "من أبرز الفنانين العرب الذين جاهروا بتضامنهم مع النشطاء في مختلف البلدان العربية ولفتوا الانتباه إلى قضيتهم العادلة"، بحسب البيان الصحافي الذي أعلنت فيه "ابن رشد للفكر الحر" عن اسم الفائزة بجائزة هذا العام. وأوضحت المؤسسة أن بنّا لمست روحاً ثورية لدى جمهورها وقررت البحث عنها في الشعر العربي، وهو ما قادها إلى إجراء أبحاث تبلورت في عمل موسيقي صدر في الذكرى الثانية للثورات العربية في كانون الأول/يناير 2013 باسم "تجلّيات الوجد والثّورة". وقالت بنّا في تصريح ل"الحياة" عن نيلها الجائزة "أولاً هذه جائزة لبلدي فلسطين الملهم الأول لأعمالي والدافع الأساسي وراء مسيرتي ومواقفي وكل ما أنجزته وأنجزه"، و"ثانياً الجائزة تشعرني بأن اجتهادي وعملي الموسيقي وكل ما عايشته في السنوات الماضية يلقى تقديراً وأن الرسالة التي ضمّنتها أغنياتي وصلت بالطريقة التي أحببت أن أوصلها". وإذ أشارت إلى أن مواقفها من الثورات العربية دفعت الكثير من المهرجانات إلى مقاطعتها، اعتبرت أن منحها جائزة مؤسسة ابن رشد للفكر الحر "تقدير على دعمي لحرية الشعوب ومناصرتي للقضايا المحقة". ووصفت المؤسسة في البيان، الألبوم الأخير لريم بنّا "تجليات الوجد والثورة" بأنه "جزء لا يتجزأ من الصوت الموسيقي للثورات العربية" لما يتضمن من روح الثورة في نصوصه ومن تأويلاتها الموسيقية. وهو أمر أكدته بنّا في تصريحها ل"الحياة" حيث أشارت إلى أن "الألبوم له دور كبير في نيلي الجائزة لما فيه من مواقف قوية داعمة للحراك الشعبي العربي، لا سيما أغنية (الحر) وهي باللهجة التونسية ومهداة للثورات العربية". وشددت ريم بنّا على أن "موقفي أهم من أي شيء آخر وسأواصل التعبير عنه والمجاهرة به لو خسرت كل الدنيا. فالإنسان الذي يصمت عن الحق يخسر ضميره واحترامه لذاته". وقد اختارت لجنة تحكيم رباعية مستقلة عن المؤسسة بنّا من بين 18 شخصية من ثماني دول عربية تم ترشيحهم لنيل جائزة المؤسسة لهذا العام، وضمت لجنة التحكيم: لطفي بوشناق من تونس، وأ. د. غاوي ميشيل غاوي من فلسطين ومالك جندلي سورية ونصير شمة من العراق. وسيقام حفل تكريم بنّا في 15 تشرين الثاني/نوفمبر في متحف الفن الإسلامي في برلين. وقالت المؤسسة إن الجائزة تشتمل، فضلاً عن القيمة المعنوية الرمزية التي تمثلها في المقام الأول، على جائزة مالية مقدارها 2500 يورو تموَّل حصرياً من الاشتراكات والتبرعات والهبات التي يقدمها أعضاء المؤسسة وأصدقاؤها. وخصصت الجائزة في العام الماضي 2012 لشباب الربيع العربي وحصلت عليها للناشطة السورية رزان زيتونة وعام 2009 نالها المفكر والكاتب المصري سمير أمين وخصصت آنذاك للاقتصاد.