تبادل الزعماء الأوروبيون اللوم والتهديدات أمس (السبت)، في الوقت الذي واصل فيه المزيد من اللاجئين تدفقهم على دول البلقان عشية محادثات للاتحاد الأوروبي والتي تهدف إلى الاتفاق على تحرك عاجل لمعالجة الأزمة. ويتزايد القلق بشأن مئات الآلاف من المهاجرين الذين يصلون إلى أوروبا، وكثير منهم من مناطق حروب في الشرق الأوسط ويقيمون في مخيمات في دول غرب البلقان في ظروف مناخية سيئة مع اقتراب فصل الشتاء. وذكرت «منظمة الهجرة الدولية» أن «أكثر من 680 ألفاً من المهاجرين واللاجئين وصلوا إلى أوروبا بحراً هذا العام، هرباً من الحرب والفقر في الشرق الأوسط وافريقيا وأسيا». وقالت بلغاريا وصربيا ورومانيا، إنها «ستغلق حدودها إذا قامت ألمانيا أو دول أخرى بذلك لوقف تدفق اللاجئين»، محذرة أنها «لن تسمح بتحول منطقة البلقان إلى منطقة عازلة للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل». وأوضح رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف للصحافيين أن «الدول الثلاث ستكون على استعداد لاغلاق الحدود، وعدم السماح بأن تتحول بلادنا إلى مناطق عازلة اذا أغلقت ألمانياوالنمسا حدودهما». ودعا رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، زعماء النمساوبلغارياوكرواتيا ومقدونيا وألمانيا واليونان والمجر ورومانيا وصربيا وسلوفينيا إلى قمة مصغرة اليوم، وتهدف القمة إلى الاتفاق على قرارات مشتركة يتم تنفيذها على الفور. وأفادت وسائل الاعلام الألمانية أن «يونكر سيقدم خطة من 16 نقطة، منها تعهد بعدم إرسال مهاجرين من دولة إلى اخرى من دون إتفاق مسبق». وطالبت سلوفينيا «الاتحاد الأوروبي بالقيام بإجراء يمنع تدفق المهاجرين بصورة لا تخضع للسيطرة على الحدود الخارجية للاتحاد»، مضيفة: «يجب على الاتحاد الاوروبي أن يخفف العبء عن الدول المستهدفة». ويدخل جميع المهاجرين تقريباً إلى الاتحاد الاوروبي عبر الدول الاعضاء الأفقر في شرق أوروبا، ويتجهون شمالاً سعياً للجوء في دول مثل ألمانيا والسويد وهولندا. ويشعر زعماء الدول الأغنى في غرب اوروبا بالقلق من أن تؤدي الهجرة إلى تعزيز شعبية اليمين المتطرف الذي يكن مشاعر العداء للأجانب. وتقاوم دول شرق أوروبا الاعضاء في الاتحاد الاوروبي مطالب بتوزيع اللاجئين على الاعضاء الثماني والعشرين. وأقام رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، سياجاً على طول الحدود الجنوبية لبلاده في تصدير فعلي للمشكلة إلى كرواتياوسلوفينيا المجاورتين. وأشارت المستشارة الألمانية انجيلا مركل إلى أنه «يجب على ألمانيا الاستعداد لاستقبال نحو 800 ألف لاجئ هذا العام». رغم معارضة من بعض حلفائها في الحكومة. وأثنى يونكر على ميركل لتجاهلها الرأي العام في مساعيها لمعالجة أزمة اللاجئين التي تصفها بانها أكبر تحد لاوروبا من أزمة ديون اليونان.