دعا رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر عددا من قادة دول الاتحاد الأوروبي ونظرائهم في منطقة البلقان إلى قمة استثنائية مصغرة، الأحد المقبل، لبحث أزمة اللاجئين الطارئة بالدول الواقعة غرب البلقان، بينما طلبت سلوفينيا من الاتحاد الأوروبي إمدادها بقوات شرطة لمساعدتها في تنظيم تدفق اللاجئين من كرواتيا، فيما قال رئيس حزب الشعب الأوروبي، الذي يتألف من تحالف 75 حزبا محافظا من 40 دولة أوروبية، ويشكل أعضاؤه أكبر فصيل سياسي في البرلمان الأوروبي، أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي ألا يغلق حدوده ولكن يجب أن ينفذ ضوابط أكثر صرامة لضبط تدفق المهاجرين إلى التكتل. قمة أوروبية وقالت المفوضية الأوروبية، إن يونكر وجه الدعوة لرؤساء دول وحكومات النمسا وبلغاريا وكرواتيا ومقدونيا وألمانيا واليونان والمجر ورومانيا وصربيا وسلوفينيا. وتأتي القمة الأوروبية المصغرة في وقت تقطعت فيه السبل بعشرات الآلاف من اللاجئين -ومعظمهم من السوريين والأفغان- ممن يحاولون الوصول إلى ألمانيا على حدود دول البلقان الغربية، وسط تدهور الأحوال الجوية بعد أن أغلقت المجر حدودها مع صربيا وكرواتيا. وكشفت مصادر أوروبية أن الدعوة إلى القمة المصغرة جاءت لمعالجة قضايا ملحة على الأرض في دول البلقان، بعدما غير اللاجئون خط سيرهم عقب إغلاق المجر حدودها، وهو ما حول حركة اللجوء إلى سلوفينيا التي وضعت قيودا على دخول اللاجئين القادمين من جارتها كرواتيا. وسيشارك في القمة رئيس المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس، والمكتب الأوروبي لدعم اللجوء، ووكالة الحدود الأوروبية (فرونتكس). وكان قادة أوروبا اتفقوا، الأسبوع الماضي، على تركيز جهودهم على مراقبة الحدود لضبط تدفق اللاجئين، وذلك بعد أشهر من النقاشات والخلافات حول مسؤولية تقاسم أعداد اللاجئين من أجل عدم ترك الثقل الأكبر لأزمة اللجوء على الدول التي تشكل بوابة دخول اللاجئين إلى الأراضي الأوروبية مثل إيطاليا واليونان. من جهتها، قالت وزيرة الداخلية في سلوفينيا فيسنا جوركوس زينيدار: إن بلادها طلبت من الاتحاد الأوروبي إمدادها بقوات شرطة لمساعدتها في تنظيم تدفق اللاجئين من كرواتيا. وأضافت في تصريحات تلفزيونية: "طلبت سلوفينيا بالفعل من الدول الأخرى الأعضاء بالاتحاد الأوروبي وحدات من الشرطة." وخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وصل أكثر من 10 آلاف مهاجر إلى سلوفينيا أصغر دولة في طريق الهجرة عبر البلقان في طريقهم إلى النمسا. وفي السياق، تتوقع وكالة الهجرة السويدية وصول ما يصل إلى 190 ألف طالب لجوء أراضيها هذا العام، في الوقت الذي تعاني فيه بالفعل لاستيعاب أعداد قياسية من الهاربين من الحرب في سوريا. وفي السياق، رحلت إيطاليا 70 لاجئا سوريا وأريتريا إلى السويد وفنلندا في إطار خطة الاتحاد الأوروبي لإعادة توزيع طالبي حق اللجوء في مسعى لتخفيف عبء استقبال 300 ألف مهاجر وصلوا خلال أقل من عامين. واستقل 51 أريتريا و19 سوريا - نجوا من رحلة مهلكة عادة عبر الصحراء والبحار للوصول إلى أوروبا - طائرة من روما متجهة شمالا بعد أسبوعين من إقلاع أول طائرة في إطار الخطة الأوروبية. شعبية ميركل ورغم تزايد الانتقادات لسياسة اللاجئين تحظى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بدعم كبير من داخل حزبها المسيحي الديمقراطي. فقد أظهر استطلاع حديث للرأي أن 82% من أعضاء الحزب راضون عن أداء رئيستهم، بينما أعرب 18% ممن شملهم الاستطلاع عن عدم رضاهم عن أدائها. كما أعرب 81% من أعضاء الحزب في الاستطلاع الذي نشرت نتائجه، أمس الأربعاء، عن رغبتهم في أن تنافس ميركل على منصب المستشارية في انتخابات عام 2017 كمرشحة للتحالف المسيحي، الذي يضم بجانب حزبها الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري. وفي المقابل عارض 16% من أعضاء الحزب ترشح ميركل للمنصب مجددا، بينما لم يدل 3% برأيهم في هذا الأمر. حزب الشعب الأوروبي إلى ذلك، يتعين على أوروبا أن تعزز الأمن على حدودها الخارجية في مواجهة أزمة اللاجئين المتفاقمة، لكن يتعين عليها أيضا إيجاد وسيلة لأن تظل وفية لقيمها أثناء قيامها بذلك، بحسب تصريحات لوفود تشارك في اجتماع الأحزاب المحافظة الأوروبية في الوقت الذي تحاول فيه هذا الأحزاب بحث هذه القضايا بشكل دقيق. وقال رئيس حزب الشعب الأوروبي جوزيف دول، في اليوم الأول من اجتماع يعقد في مدريد :"لا يمكننا قبول ملايين الأشخاص ". ويتألف حزب الشعب الأوروبي الذي هو عبارة عن تحالف من 75 حزبا محافظا من 40 دولة أوروبية. ويشكل أعضاؤه أكبر فصيل سياسي في البرلمان الأوروبي والعديد من زعماء دول الاتحاد الأوروبي تنتمي أيضا لصفوف هذا الحزب. وأضاف أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي ألا يغلق حدوده ولكن يجب أن ينفذ ضوابط أكثر صرامة لضبط تدفق المهاجرين إلى التكتل. لكن دول قال أيضا: إن الدول الأوروبية لديها التزام بمساعدة المحتاجين إذا أراد الاتحاد الأوروبي أن يظل وفيا لقيمه. ومع ذلك، أوضح دول أن الحقيقة تظل أن أوروبا لا يمكنها فتح أبوابها أمام جميع المهاجرين. وأضاف :"كما أن لدينا مسؤولية حماية مواطنينا". وأصدر المؤتمر قرارا دعا فيه الأعضاء إلى تسريع معالجة مسألة اللجوء والقيام بتحركات سريعة لطرد غير المؤهلين للحصول على اللجوء.