قتل جندي أميركي في العراق أمس في اشتباكات مع «داعش» خلال عملية للقوات الخاصة لتحرير 70 رهينة يحتجزهم التنظيم، غرب كركوك، فيما نفت قوات «الحشد الشعبي» بياناً للسفارة في بغداد أكد مشاركة التحالف الدولي في تحرير بيجي قبل يومين، وذلك في سياق شكوك لدى القوى الشيعية في التوجهات الأميركية، انعكست أخيراً على رفضها تعيين شخصية مقربة من واشنطن في منصب الأمين العام لمجلس الوزراء. وأكدت مصادر محلية عراقية أن قوات أميركية نفذت فجر الأربعاء– الخميس عملية إنزال جوي قرب بلدة الحويجة (غرب كركوك)، التي تعد من معاقل «داعش»، فيما استطاعت قوات عراقية فك الحصار عن 350 مقاتلاً من العشائر كان يطوقهم التنظيم في الأنبار. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية بيتر كوك في بيان، إن عملية إنقاذ الرهائن بدأت «بعد تلقي معلومات تفيد بأنهم يواجهون خطر الإعدام». وأضاف أنه «تم اعتقال خمسة عناصر من «داعش» وقتل «عدد» آخر في العملية التي حررت حوالى 70 رهينة بينهم أكثر من 20 من قوات الأمن العراقية، مؤكداً قتل جندي أميركي. وأفاد شهود بأن طائرتين عسكريتين أميركيتين نفذتا عملية الإنزال، ثم انطلقتا وعلى متنيهما أشخاص لم يعرف إذا كانوا رهائن أو معتقلين من التنظيم الذي يحتجز المئات من مناوئيه في أمكنة مختلفة في الحويجة، بالإضافة الى مقاتلين من «البيشمركة» الأكراد أسروا في معارك سابقة. مصادر أمنية في كركوك أكدت ل «الحياة»، أن «البيشمركة قدمت الدعم اللوجستي للقوات المهاجمة، لكن عملية الإنزال شارك فيها جنود أميركيون». وللمرة الأولى يشترك الأميركيون علناً في هجوم داخل العراق منذ سيطرة «داعش» على أكثر من ثلث البلاد في حزيران (يونيو) 2014. وتطرح العملية أسئلة عن موقف الحكومة العراقية منها، خصوصاً أنها أكدت عدم طلب تدخل أميركي بري في الحرب على «داعش»، والاكتفاء بالقصف الجوي، وتضاربت المعلومات أمس في ما إذا كان الهجوم تم بعلمها أو بالتنسيق مع حكومة إقليم كردستان وحدها. وربط سياسيون عراقيون اتصلت بهم «الحياة»، بين العملية وبين زيارة رئيس هيئة الأركان الأميركي جوزيف دنفورد المفاجئة للعراق الثلثاء الماضي، ورأى آخرون أن العملية تشكل إيذاناً بتدخل الأميركيين مباشرة في الحرب. وزادت عملية أمس شكوك الأوساط الشيعية، خصوصاً تلك المقربة من إيران، في نوايا واشنطن. وكذب الناطق باسم «الحشد الشعبي» أحمد الأسدي في بيان مساء أمس، إعلان السفارة الأميركية في بغداد مشاركة قوات التحالف الدولي في تحرير بيجي. وقال: «نكذّب ما ذكرته السفارة، حول مشاركة الطيران الأميركي الهزيل في العمليات، فالغطاء الجوي كان لصقور طيران الجيش (....) إنه نصر عراقي لن تستطيع الأراجيف والأكاذيب سرقته مرة أخرى». وتصل الشكوك الشيعية الى رئيس الحكومة حيدر العبادي، الذي يواجه انتقادات حادة بسبب تعيين عماد الخرسان، الذي يعتبر شخصية مقربة من الإدارة الأميركية، أميناً عاماً لمجلس الوزراء، إذ سبق له وعمل في فريق الحاكم المدني بول بريمر في المنصب ذاته. وبعد بيانات رفض أصدرها «المجلس الإسلامي الأعلى» و «تيار الصدر» وعدد من فصائل «الحشد الشعبي»، أصدرت كتلة «بدر» أمس بياناً رفضت تعيين الخرسان، كما رفض ذلك حزب «الدعوة» الذي ينتمي إليه العبادي.