انتقد الكاتب في صحيفة «الحياة» عبدالعزيز السويد حالة الانكماش في مستوى التجاوب الحكومي مع ما ينشر، مؤكداً أن مستوى التفاعل الرسمي في السابق كان أفضل. في الوقت نفسه، اعتبر السويد أن هناك تطوراً كبيراً في مستوى كتاب الرأي، «حدثت إضافات وحضور لأقلام جديدة ولافتة، ايضاً في مساحة النشر، وهو أمر يدعو للتفاؤل، والمتابع يرى صعود صحف وتراجع اخرى والسبب الكتاب بالدرجة الأولى والعمل الصحافي الميداني بالدرجة الثانية». وتحدث عن رؤساء تحرير وضعوا أنفسهم في سجن صنعوه بأيديهم، «رئيس التحرير من واجبه متابعة المتغيرات التي تدور حوله، ومن لا يستطيع منهم ذلك، سيبقى حبيساً للسجن الذي وضع نفسه فيه». وأكد رؤساء تحرير سابقون في حديثهم ل «الحياة» أن المحاذير التي يضعها مسؤولو الصحف «وهمية» من اختراعهم وأن سقف الحرية أكبر بكثير من تخيلاتهم، يؤيد السويد ذلك، ويقول: «هذا صحيح، وليتهم ذكرو ذلك قبل ان يتحولوا الى سابقين، هي حالة معروفة، وحتى نضعها في اطارها، العمل الصحافي متحرك ومتغير، ورئيس التحرير الذي لا يستطيع قراءة التحولات من حوله لن يستطيع الخروج من صندوق سجن نفسه فيه». وأضاف: «رئيس التحرير مسؤول عن الصحيفة وما ينشر فيها وعن القضايا التي تهم أفراد المجتمع والوطن ومن بينهم قراء الصحيفة التي يترأسها، وعليه ألا يتجاهلها». وتابع: «يفترض بالصحافة ان تسعى الى الحقيقة ما امكن، والإصلاح وفتح نوافذ جديدة للتغيير الى الافضل ولفت الانظار للاخطار، واعتقد ان بعض رؤساء التحرير تطغى حساباتهم الخاصة على الحسابات العامة»، مشيراً إلى أن رئيس التحرير الجريء يتعرض الى ضغوط من هنا وهناك، وربما خصومات، وفي النهاية مطبوعته هي من سيربح او يخسر». ولا يقبل السويد ان ينتفض رئيس التحرير عندما تمس مصلحته الشخصية، فيكتب او يجند من يكتب، في حين لا يهتم بل يحجب نشر قضايا تهم شريحة واسعة من الناس، «فالصحيفة ليست ملكاً خاصاً». ورأى أن النشر بالنسبة إلى الكاتب كالهواء، معتبراً أن نشر الكاتب لمقالاته الممنوعة في مواقع إلكترونية يخضع للمقالة، «فإذا كان الغرض من النشر الترويج لقدرات الكاتب، بعيداً عن القضية التي يتناولها وحساسيتها، فلست مع ذلك. وعلى كل حال يفترض ان يكون هذا من ضمن الاتفاق بين الكاتب والصحيفة. أما بالنسبة إليّ، فلا أنشر ما يمنع من النشر في الصحيفة، على رغم ان لدي موقعاً خاصاً له زواره». وحول إيقاف الكتاب ودلالاته، أوضح أن الكاتب غالباً هو من يدفع ثمن الايقاف، «ففي البداية ربما لا يمكن معرفة من أوقفه، إن كانت الصحيفة أو جهة أخرى، وربما يعتم على ذلك عمداً، الا ان المسؤولية مشتركة بين الكاتب والصحيفة». وعزا إيقاف الكتاب إلى وجود سوء فهم او تحليل لما كتب، «الحدود الواضحة لا أحد يتجاوزها لان رقيب الصحيفة جاهز للبتر، والنصيحة للإخوة الكتاب، وبخاصة الجدد منهم هي ان يدفعهم النجاح لمزيد من النضج، العلاقة بين الكاتب والقارئ ليست علاقة تابع بمتبوع، انها علاقة ثقة واحترام وتفهم وقضايا مشتركة».