أثار حادث إسقاط الجيش التركي طائرة من دون طيار يوم الجمعة الماضي، قال إنها «مجهولة الهوية»، تساؤلات كثيرة عن هوية هذا النوع من الطائرات التي تجوب الأجواء السورية، في وقت أفاد مسؤول أميركي بأن الجيش الأميركي يرى أن كل الدلائل تشير إلى أن الطائرة روسية. وقال متابعون لتطورات الشأن السوري، التي ما زالت تتفاعل يومياً مع استمرار القصف الروسي إلى جانب الغارات التي تنفذها طائرات النظام السوري، إضافة إلى قصف التحالف الدولي مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية، إن الأجواء السورية أصبحت مسرحاً لللاعبين دوليين كثر، الأمر الذي يصعب معرفة هوية الطائرة بدقة. *من يملك طائرات من دون طيار في سورية؟ أولاً: روسيا ينشر الجيش الروسي في سورية أكثر من 25 مقاتلة وطائرة هجومية، و15 طائرة هليكوبتر، وتسع دبابات، وثلاثة أنظمة صواريخ «أرض-جو»، و500 جندي على الأقل، وفق مسؤول في «وزارة الدفاع الأميركية» (بنتاغون). وقال المسؤول إن روسيا أرسلت طائرات من دون طيار فوق سورية، لإجراء عمليات مراقبة في أنحاء مختلفة من البلاد. لكنه لم يؤكد ما إذا كانت هذه الطائرات الروسية مسلحة أم لا، ولم يوضح عددها وطلعاتها الجوية في الأجواء السورية. ثانياً: بريطانيا تملك بريطانيا أيضاً طائرات من دون طيار تنفذ غارات في سورية، حيث شنت غارة في 21 آب (أغسطس) الماضي على مدينة الرقة، معقل «داعش»، قتلت فيها اثنين من المواطنين البريطانيين العاملين في صفوف التنظيم المتطرف، وهما رياض خان وجنيد حسين. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون وقتها «إن الإرهابيين كانا يخططان لشن هجوم أثناء احتفال يضم الملكة إليزابيث وأفراد أسرتها إضافة إلى كامرون نفسه. وكان على سلاح الجو الملكي البريطاني تنفيذ الغارة قبل حصول العمل الإرهابي في شوارعنا». ثالثاً: الولاياتالمتحدة الأميركية ذكرت صحيفة «واشنطن بوست»، أن «وكالة الاستخبارات المركزية» الأميركية (سي أي آي) تنفذ غارات بطائرات من دون طيار في سورية. وأضافت أن عمليات ال «سي أي آي» بخلاف ما هي عليه في باكستان واليمن، تنفذها الوكالة من تلقاء نفسها من دون الرجوع إلى وزارة الدفاع (بنتاغون). ونفذت أميركا هجوماً في أيار (مايو) الماضي، قتلت فيه المسؤول عن عمليات إدارة النفط والغاز في «داعش» والملقب «أبو سياف»، إضافة إلى نحو 10 من مقاتلي التنظيم في منطقة دير الزور شمال شرقي سورية. رابعاً: إسرائيل إسرئيل تملك هي الأخرى طائرات من دون طيار تجوب الأجواء السورية منذ زمن بعيد، من دون رقيب ومن دون أي رد من الجيش السوري، الذي يقول مسؤولوه في شكل دائم إنهم يحتفظون بحق الرد. وفي 29 تموز (يوليو) الماضي، شنت طائرة استطلاع إسرائيلية غارة في محافظة القنيطرةجنوب غربي سورية، أسفرت عن مقتل اثنين من ميليشيا «حزب الله» اللبناني الذي يقاتل إلى جانب النظام السوري. خامساً: ميليشيا «حزب الله» اللبناني تقول مصادر عسكرية غربية وإسرائيلية أن «حزب الله» يمتلك ما يقرب من 200 طائرة من دون طيار إيرانية الصنع، استخدمها الحزب في لبنان وفي سورية حيث أُرسلت لمساعدة حليفه الرئيس السوري بشار الأسد في كشف مواقع المعارضة السورية. وأكّدت المصادر أن «حزب الله» يتابع ويشرف على الحدود اللبنانية - السورية باستخدام طائرات من دون طيار ليلاً. سادساً: تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) قالت القيادة المركزية الأميركية أن تنظيم «داعش» يمتلك ثلاث طائرات من دون طيار، دمرت القوات الأميركية واحدة منها في 26 حزيران (يوينو) الماضي، في مدينة الرقة معقل التنظيم المتطرف في سورية، فيما دمرت الطائرتان الأخريان قرب مدينة الرمادي في العراق. ولكن القيادة المركزية لم تؤكد وقتها ما إذا كانت هذه الطائرات مسلحة ام لا، ولم تؤكد إن كان «داعش» يمتلك طائرات أخرى أيضاً. سابعاً: الجيش السوري: في 23 أيلول (سبتمبر) الماضي، قال مصدر أمني سوري إن «الحكومة السورية بدأت في استخدام طائرات من دون طيار روسية الصنع في عمليات ضد متشددين في شمال وشرق البلاد». وكان مصدر عسكري سوري رفيع المستوى أكّد «وصول خمس طائرات روسية على الأقل وعدد غير محدد من طائرات الاستطلاع، إلى قاعدة عسكرية في مدينة اللاذقية الساحلية».