قال الجيش الأميركي اليوم الثلثاء إن "الضربات الجوية التي نفذتها الولاياتالمتحدة ودول عربية على أهداف في سورية خلال الليل هي مجرد بداية لجهود التحالف الرامية الى إضعاف تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش) وغيره من المتشددين". وقال الناطق باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) الأميرال جون كيربي في لقاء صحافي: "يمكنني أن أقول لكم إن الضربات التي وجهت الليلة الماضية هي مجرد بداية"، مضيفاً أن "الضربات كانت ناجحة جداً وستتواصل". وأفاد ناطق عسكري آخر أن "دولاً عربية بينها السعودية والأردنوالبحرينوالإمارات العربية المتحدة شاركت في الموجتين الثانية والثالثة من الهجمات". وقال الليفتنانت جنرال وليام ميفيل إن "أنشطة القوات الجوية العربية تراوحت بين تنفيذ دوريات جوية قتالية وتوجيه ضربات لأهداف". الى ذلك، تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما ب"مواصلة الحرب ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)"، مؤكداً ان واشنطن ستضرب "كل الأماكن الآمنة التي يتواجد فيها الإرهابيين". من جهته، قال الرئيس السوري بشار الأسد ان "سورية ماضية بكل حزم في الحرب التي تخوضها منذ سنوات ضد الإرهاب التكفيري بكل أشكاله وهي مع أي جهد دولي يصب في مكافحة الإرهاب"، معتبراً أن "نجاح هذه الجهود لا يرتبط فقط بالعمل العسكري على أهميته بل أيضاً بالتزام الدول بالقرارات الدولية ذات الصلة وما تنص عليه من وقف أشكال كافة دعم المجموعات الإرهابية". وفي سياق متصل، دعا ناطق كردي سوري إلى توجيه ضربات جويّة ضد "داعش"، الذين يهاجمون بلدة كوباني على الحدود التركية السورية، مشيراً إلى أن "مقاتلي التنظيم يعيدون الإنتشار ويتوجهون من مناطق الضربات في سورية باتجاه مناطق يسيطر عليها الأكراد". وكانت الولاياتالمتحدة ودول حليفة لها شنّت فجر اليوم الثلثاء غارات على سورية لأول مرة، اذ قتلت عشرات المقاتلين من "الدولة الإسلامية" وجبهة "النصرة" التابعة لتنظيم "القاعدة"، في استكمال للحملة ضد المقاتلين المتشددين في المنطقة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 50 عنصراً من جبهة "النصرة" قتلوا في ضربات جوية أميركية استهدفت مقرات لجبهة "النصرة" بين محافظتي حلب وإدلب، كما قتل 70 من عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" في قصف مماثل في الرقة معقل التنظيم. الحصيلة وأكدت مصادر طبية وميدانية للمرصد أن "50 على الأقل من مقاتلي جبهة "النصرة" غالبيتهم الساحقة من جنسيات غير سورية، لقوا مصرعهم جراء ضربات صاروخية على مقرات لجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) في ريف حلب الغربي على الحدود الإدارية بين محافظتي حلب وإدلب. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان "إحدى الغارات استهدفت مبنى سكنياً في محافظة حلب تستخدمه جبهة النصرة". وأشار المرصد إلى سقوط 8 قتلى مدنيين في قصف على منطقة كفر دريان الواقعة على الحدود الإدارية بين محافظتي حلب وإدلب، في الضربات التي استهدفت ريف حلب" بشكل مواز لغارات شنت للمرة الاولى ضد "الدولة الاسلامية" في سورية. ومن بين القتلى طفلة وشقيقتها وسيدة وطفلها. وأضاف ان هذه الغارات عن مقتل اكثر من 70عنصراً من التنظيم الدولة الاسلامية في موقعين للتنظيم دمرا بالكامل في الرقة (شمال) مع العربات التي كانت هناك"، وفق المرصد. وذكر الناشط ابو يوسف الموجود في الرقة ل"فرانس برس" عبر الانترنت ان الضربات استهدفت المقر القديم لمحافظة الرقة الذي أصبح معقل التنظيم. وقال ان "حريقا كبيرا اندلع ودوت انفجارات لأن المكان كان يستخدم على ما يبدو مستودعا للاسلحة". وفي شرق البلاد، قال المرصد ان التحالف شن 22 غارة جوية وضربة صاروخية على مقرات ومراكز وحواجز للتنظيم في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق وريفها في محافظة دير الزور النفطية. واستهدفت ثماني ضربات مواقع اخرى في المحافظة. وقال الناشط عاصي الحسين من البوكمال إن "الضربات كانت دقيقة ولكنها اعنف من الغارات التي كان يشنها سلاح جو النظام". كما أخلى مواطنون مدنيون منازلهم في المناطق المحيطة بمقرات ومراكز وحواجز التنظيم في البوكمال وريفها. ولاحقاً أعلن الجيش الأميركي أن القوات الاميركية استهدفت أيضاً مجموعة متطرفة أخرى تعرف باسم "خوراسان" كانت تخطط لهجوم وشيك ضد قوات أميركية وغربية. وشن التحالف ثلاثة ضربات على مدينة الشدادي التابعة لمحافظة الحسكة (شمال شرق)، وفق المرصد. الموقف الأميركي وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الولاياتالمتحدة ودولاً شريكة شنت أول ضربات جوية ضد أهداف تنظيم "الدولة الإسلامية" في سورية في عمليات جارية تمثل جبهة جديدة أكثر تعقيداً في المعركة ضد المتشددين. وقال الأدميرال جون كيربي الناطق باسم "البنتاغون" في بيان: "أستطيع تأكيد أن قوات الجيش الأميركي وقوات دول شريكة تقوم بعمل عسكري ضد الإرهابيين من الدولة الإسلامية في سورية باستخدام صواريخ من المقاتلات والقاذفات وصواريخ توماهوك". وأضاف الناطق أنه "نظراً الى أن هذه العمليات جارية لسنا في وضع يسمح لنا بتقديم تفاصيل إضافية في الوقت الراهن". وأشار الناطق باسم البنتاغون الى ان "قرار شن هذه الضربات اتخذ في وقت سابق اليوم (الاثنين) من قبل قيادة المنطقة العسكرية الوسطى المكلفة العمليات في هذه المنطقة بموجب الاذن الذي اعطته لها القيادة العليا (الرئيس باراك اوباما)". الدول المشاركة وقال الجيش الأميركي إن الأردنوالبحرين والمملكة العربية السعودية وقطر والامارات العربية المتحدة "شاركت أو دعمت" الضربات الجوية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في سورية . وأشار بيان صادر عن القيادة المركزية الأميركية إلى أن "البحرينوالأردن وقطر والسعودية والامارات شاركت أيضاً أو دعمت الضربات الجوية ضد أهداف (للدولة الإسلامية)". وأضاف البيان ان "الطائرات غادرت بسلام المناطق التي نفذت فيها الضربات". ولاحقاً أكد الأردن مشاركته في الغارات الجوية ليل الاثنين الثلثاء على مواقع التنظيم في سورية، مؤكداً أنها "جزء من القضاء على الإرهاب في عقر داره". وأكدت البحرين أيضاً أن طيرانها الحربي شارك الثلثاء الى جانب طيران قوات خليجية اخرى، في الضربات الجوية التي نفذت بقيادة الولاياتالمتحدة ضد مواقع تنظيم "الدولة الاسلامية" في سورية. وأكّدت الإمارات رسمياً اأنها شاركت في الضربات الجوية، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية (وام). وفي لندن، قال مكتب رئيس الوزراء ديفيد كامرون إن "بريطانيا لا تشارك حالياً في أي عمل ضد متشددي التنظيم". من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إنه لا يرى عقبة قانونية في مهاجمة تنظيم "الدولة الإسلامية" في سورية، لكنه شدد على أن فرنسا لا تعتزم شن ضربات جوية هناك. وقال حلف شمال الأطلسي الثلثاء إنه لم يشارك في الضربات الجوية، وقال مسؤول في الحلف: "ليست هناك مشاركة من الحلف". وانتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل بدء الضربات الجوية ان "هذه الحملة يجب ان تتم بموافقة دمشق". النظام والمعارضة وبعيد الإعلان عن الغارات، ذكرت وكالة "سانا" السورية الرسمية أن وزارة الخارجية أكدت أن "الجانب الأميركي أبلغ مندوب سورية الدائم لدى الأممالمتحدة بأنه سيتم توجيه ضربات لتنظيم داعش الإرهابي في الرقة". ولاحقاً أصدرت الوزارة بياناً أشارت فيه إلى أن الحكومة السورية تلقت رسالة من وزير الخارجية الأميركي جون كيري سلمها وزير الخارجية العراقي تفيد بأن "الولاياتالمتحدة وحلفاءها يعتزمون توجيه ضربات جوية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية في سورية". ولكنّ الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي أكّدت في بيان إن "الولاياتالمتحدة لم تبلغ النظام السوري مسبقاً بشن هجمات جويّة"، قائلة: "لم نطلب إذناً من النظام. ولم ننسق تحركاتنا مع الحكومة السورية. ولم نقدم تبليغا مسبقاً للسوريين على مستوى عسكري، ولم نعط اي مؤشر عن توقيتنا لضرب اهداف محددة". ورحّب الائتلاف السوري المعارض بالضربات الجوية التي شنتها الولاياتالمتحدة، لكنه حضّ على مواصلة الضغط على حكومة الأسد. وجاءت الضربات قبل ساعات من توجه أوباما إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، اذ سيحاول حشد المزيد من الدول وراء سعيه للتصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية".