أكد وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أمس، أن بريطانيا قد تشن ضربات أخرى بطائرات من دون طيار في سورية في الأسابيع المقبلة، إذا تطلب الأمر ذلك. وأتى كلامه بعد جدل حول قرار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون تنفيذ هجوم في سوريا بطائرة من دون طيار، أسفر عن مقتل ثلاثة بريطانيين من «داعش». وقال فالون لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «يوجد إرهابيون آخرون متورطون في مخططات أخرى قد تنفذ خلال الأسابيع أو الأشهر القليلة المقبلة، ولن نتردد في القيام بغارة مرة أخرى مماثلة» لتلك التي نفذت في 21 آب (أغسطس) الماضي. وشدد الوزير على أن «الأمر في غاية الخطورة، لأن هذه هجمات يتم التخطيط لها ضد احتفالات عامة كبيرة في شوارعنا». وأكد أنه «عندما تكون لدى الحكومة معلومات عن مثل هذه الهجمات والقدرة على منعها، فإن عليها واجب التعامل معها».وكشف رئيس الوزراء البريطاني في كلمة أمام البرلمان، عن الغارة الجوية التي شنتها طائرة من دون طيار في 21 آب، في أول عملية من نوعها تشنها بريطانيا داخل سورية. وشكك نواب في المعارضة ونشطاء حقوقيون في شرعية هذه الضربة، إلا أن الصحف البريطانية رحبت بها، وأثنت على كامرون. ووصفت جماعات حقوقية بريطانية الضربة بأنها «مثيرة للقلق». وقتل في الضربة رياض خان (21 سنة) الذي غادر بريطانيا وانضم إلى «داعش» في 2013. كما قتل البريطاني روهول أمين (26 سنة). وقتل في ضربة ثانية في 24 آب، متشدد بريطاني ثالث يدعى جنيد حسين، الذي يعرف بأنه «العقل الإلكتروني المدبر» لتنظيم «داعش». وكان حسين (21 سنة) الذي يُلقب ب «أبو حسين البريطاني» سافر إلى سورية عام 2013 واعتبر الرجل البريطاني الثاني لجهة الأهمية بعد «الجهادي جون» الذي ظهر في مقاطع مصورة لإعدامات نفذها التنظيم. وأجاز فالون الضربات فيما كان كاميرون في زيارة في الخارج، إلا أن صحيفة «ديلي تلغراف» أوردت أن الحكومة وافقت على استهداف خان في وقت سابق من هذا العام. وأكد كاميرون أن الضربة مبررة، وأنها «دفاع عن النفس»، لأن خان كان يعد لمخطط إرهابي وشيك في بريطانيا، وقال إنه حصل على المشورة القانونية من النائب العام. واستُهدف رياض خان وهو من مدينة كارديف البريطانية، وروهول أمين من أبردين شمال إنكلترا، بضربة في مدينة الرقة أصابت سيارة كانا يستقلانها. وأتي ذلك على رغم أن كامرون استبعد مراراً تدخل بريطانيا عسكرياً في سورية. وحضت هارييت هارمان القائمة بأعمال رئيس حزب العمال المعارض الحكومة على نشر الحيثيات القانونية لتنفيذ ذلك الهجوم. كما طالبت أسرة خان بالتحقيق «لمعرفة الحقيقة وراء ما حدث». وقال كامرون في بيان أمام البرلمان البريطاني، إن كلاً من خان وحسين انخرطا في «تجنيد عناصر جديدة من المتعاطفين مع تنظيم داعش» وكانا يخططان لهجوم على أحد الاحتفالات العامة البارزة داخل بريطانيا. وأكد كامرون استشارة النائب العام قبل الهجوم، وأن هناك أساساً قانونياً واضحاً للغارة التي استهدفت خان. وقال جيرمي كوربن المرشح لرئاسة حزب العمال، إن ثمة حاجة عاجلة لإعادة النظر في الأسس القانونية والدلائل التي شن الهجوم على أساسها. كذلك ذكر ديفيد ديفس وزير خارجية حكومة الظل السابق، إنه يعتقد أن هناك مبرراً للغارة البريطانية، لكنه حذر من أن تأخذ مثل تلك الهجمات الطابع الروتيني للغارات الأميركية.