أحيت بلدة المختارة أمس، الذكرى ال37 لاستشهاد الزعيم كمال جنبلاط وانطلقت مسيرة شعبية باتجاه الضريح تقدمها رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط وعائلته، وشاركت فيها النائب بهية الحريري ممثلة زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، والنائب زياد القادري ممثلاً الرئيس فؤاد السنيورة، الوزيران أكرم شهيب ووائل ابو فاعور، ونواب «جبهة النضال الوطني» و «اللقاء الديموقراطي» والسفير الروسي لدى لبنان الكسندر زاسبكين برئاسة المستشار السياسي في السفارة الصينية هان جينغ، وهيئات ديبلوماسية وقنصلية عربية وأجنبية، وأركان «الحركة الوطنية» السابقة، وأمين عام «منظمة العمل الشيوعي» محسن ابراهيم، وتوفيق سلطان وفؤاد شبقلو، وممثلون عن الاحزاب والفصائل الفلسطينية. وشارك أيضاً في المسيرة عدد من الوزراء والنواب السابقين ورجال الدين وممثلي الهيئات النقابية والمهنية ووفود شعبية وحزبية. ولدى وصول المسيرة إلى الضريح، قرأ رجال الدين الفاتحة وتليت الصلوات ووضع جنبلاط زهرة على ضريح والده وزهرتين على ضريحي مرافقيه فوزي شديد وحافظ الغصيني ليتوالى وضع الاكاليل والزهور من قبل الحريري والشخصيات المشاركة. وأشاد زاسبكين بعد وضعه الاكليل، بكمال جنبلاط واصفاً اياه ب «صديق روسيا التاريخي». وتلقى جنبلاط سلسلة اتصالات بالمناسبة، أبرزها من رئيس الجمهورية ميشال سليمان والنائب طلال ارسلان. وأكد الوزير ابو فاعور خلال احتفال أقامته وكالة داخلية الشويفات – خلدة في الحزب التقدمي الاشتراكي، أن «التسوية السياسية التي لاحت في الأفق، والتي بدأت تباشيرها مع إخراج البيان الوزاري من عنق الزجاجة، يريدها جنبلاط ان تكون مقدمة لتسوية أكبر في البلد». وقال: «تدور بنا الأيام ونعود إلى كمال جنبلاط كأنه ليس بوصلة لهذا الشعب بل بوصلة لهذا الزمن، بوصلة لكل ما جرى ويجري». واستعاد بعضاً من مسلكية كمال جنبلاط. وتابع: «واجه الموت لأنه كان صاحب فكر وصاحب ورأي وقناعة، كان مثالياً ويعرف ماذا تقضي السياسة ليلجأ الى التسوية». وتحسر أبو فاعور «على كثير من أهل السياسة في هذا الزمن الذين هم من دون علم وفكر لأنهم لا يقيمون اعتباراً لأي حد من حدود الوحدة الوطنية، وتطلق على عواهنها، واذا حان اجل التسوية تمنعوا، واذا ما حان اجل الوفاق قالوا لا لأن لدينا مبادئ وأفكار بينما قسم كبير منهم ينفثون يومياً في نار الفتنة ونار المذهبية وفي نار الانقسام الوطني». وتطرق إلى موضوع الحكومة وقال: «لا نريد لهذه الحكومة أن تكون حكومة المهادنة الوطنية أو مجرد مساكنة وطنية، نريدها ان تكون حكومة وحدة وطنية تعيد بناء الجسور وتدشن مساراً تسووياً فعلياً، من الازمة في سورية وصولاً الى الانقسامات الداخلية». وتابع: «وليد جنبلاط ليس من أهل الوهم ويعرف حجم الانقسامات الداخلية ويعرف حجم الشروخ الداخلية ويعرف حجم التأثيرات الخارجية التي يتأثر بها لبنان». وأسف «لأن المكايدة السياسية والمكاسرة السياسية حكمتا العمل في الايام الماضية، ولكن والحمد لله بجهد من وليد جنبلاط ومن رئيس الجمهورية والرئيس نبيه بري والرئيس تمام سلام والشيخ سعد الحريري ومن الإخوة في «حزب الله» وكل القوى السياسية وصلنا إلى ما وصلنا اليه».