حذّر رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط من أنه «إذا دبّت الفتنة في لبنان قد يصبح أمر المحكمة الدولية تفصيلاً»، منتقداً السجال الكلامي بين الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله، والرئيس السابق للحكومة سعد الحريري. ولفت إلى «أعمال خطف وقتل وتشنيع مذهبي في سورية بين الطرفين من شأنها تخريّب كل مسار الثورة السلمية والسورية نتيجة استمرار الحكم السوري إمعاناً بالقمع، وعدم الاستجابة لنداءات الجامعة العربية التي هي الخلاص لسورية». كلام جنبلاط جاء في ذكرى مولد والده الزعيم الراحل كمال جنبلاط، والتي شهدت مسيرة شعبية انطلقت من قصر المختارة في اتجاه الضريح، شارك فيها الوزير نقولا نحاس ممثلاً رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الوزيران علاء الدين ترو ووائل أبو فاعور، ونواب «اللقاء الديموقراطي» مروان حمادة، فؤاد السعد، هنري حلو وأنطوان سعد الذين فسرت مشاركتهم بأنها عودة للتواصل بين جنبلاط واللقاء بعد انقطاع بدأ مع خروج جنبلاط من «14 آذار»، والنواب نعمة طعمة وأكرم شهيب وإيلي عون، ونائب رئيس «تيار المستقبل» النائب السابق أنطوان أندراوس، والنائبان السابقان مصباح الأحدب وأيمن شقير، إضافة إلى أركان الحركة الوطنية السابقة الأمين العام لمنظمة العمل الشيوعي محسن إبراهيم، عباس خلف، توفيق سلطان، فؤاد شبقلو، وفد من قيادة الحركة اليسارية اللبنانية برئاسة منير بركات، المفتي السيد هاني فحص، سعود المولى، وشخصيات. وقرأ رجال الدين الفاتحة على الضريح ووضع جنبلاط والمشاركون الزهور عليه. ثم عقد جنبلاط مؤتمراً صحافياً توقف فيه عند «ما يجري اليوم على الساحة اللبنانية من فتن كلامية متنقلة مخيفة»، معتبراً أن «كلام التحريض والمخيف في صيدا حول مناسبة عاشوراء كان مهيناً، وكان كلاماً غير مقبول، ونشكر مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان وغيره ممن دان هذا الكلام، على رغم أنه غير كاف برأيي، لأن الأمر من شأنه أن يترك جرحاً كبيراً في المجتمع اللبناني وبين المسلمين، ولا بد من رد فعل أكبر حول ما جرى وبالتالي التضامن في مواجهة الكلام التحريضي». نتفهم تحفظات «حزب الله» ورأى أن «السجال حول المحكمة وشهود الزور، والكلام المضاد بين السيد حسن نصرالله والشيخ سعد الحريري، في غير محله، فلا شهود الزور اليوم ليقدموا أو يؤخروا في مسار المحكمة وقد أصبح الأمر من الماضي، ولا الجواب العنيف من الشيخ سعد الحريري على السيد حسن نصرالله أيضاً مفيد أو إيجابي»، داعياً إلى أن «تأخذ المحكمة أبعادها وفي الوقت نفسه نتفهم تحفظات حزب الله حول مسار المحكمة والاتهام المسيّس الذي صدر»، ومشيراً إلى أن «مسار المحاكم الدولية طويل وقد تأخذ سنوات إن لم نقل عشرات السنوات ولنأخذ مثلاً محكمة كمبوديا أو صربيا أو غيرهما من المحاكم، لأن ما يجري في لبنان وما يجري حولنا وبالتحديد في سورية قد يجعل من المحكمة أمراً تفصيلياً إذا ما دبّت الفتنة في لبنان- ولن تدب، لكن علينا تحمل مسؤولية كل كلمة نقولها». وعلق على الأحداث في سورية، متوقفاً عند «الكلام الذي صدر عن المجلس الوطني برئاسة الأستاذ برهان غليون، الذي بعدما زار الجيش السوري الحر اتُفق يبدو على ضبط العمليات العسكرية في الدفاع عن المسيرات السلمية»، مؤكداً أنه «كان أمراً رائعاً في أن الشعار الأول للمسيرات «سلمية سلمية، والشعب السوري واحد»، معتبراً أن «النداء أو توحيد الجهد السياسي والعسكري مهم جداً، خصوصاً وقد بلغتني أخبار عن أعمال خطف وقتل وتشنيع مذهبي بدأت في حمص وغيرها من الطرفين أو الأطراف المتعددة التي لن أسميها». فرق بين الجيش والشبيحة وخاطب جنبلاط أهل جبل العرب بالقول: «منعاً للفتنة والجرح كبير في منطقة درعا وداعل وبصرا والصنمين وغيرها من القرى، والجرح كبير في حمص وحماه، إذ عاد العشرات من أهل جبل العرب قتلى، لأن السلطة تستفيد من المجندين وترسلهم إلى تلك المناطق ليُقتلوا، فاعتبروا يا أهل جبل العرب من الفتنة، لأن الفتنة أيضاً قد تدب في مناطقكم كون البعض تورط في الدخول مع قسم من الشبيحة، ولا أقول الجيش السوري، بل الشبيحة»، مشدداً على أن «ثمة فرقاً كبيراً بين الجيش السوري الذي معه قاتلنا بطولياً في معارك إسقاط 17 أيار، والشبيحة الذين يسيئون إلى الجيش السوري والدولة السورية، فهذا ندائي إلى جبل العرب بأن لا تنجروا في قتال إخوانكم في حمص أو حماة أو درعا وغيرها من المناطق». وجدد التأكيد أن «المبادرة العربية هي الخلاص لسورية، وسبق للحكم السوري أن قبل بها ثم تردد ثم عاد عنها ولست أدري اليوم ماذا سيكون الجواب. المبادرة العربية المدخل- وقد يكون كلامي غير محبوب لدى المعارضة- حتى ولو اضطر الأمر الوصول إلى حوار بين النظام السوري والمعارضة، ليس من حل سحري بأن يسقط النظام كما يقولون وتتسلّم المعارضة مقاليد الحكم، هناك حوار للوصول إلى الفترة الانتقالية الواضحة وإلى سورية متعددة الأحزاب كما ورد في المبادرة العربية». وعن رأيه في كون «حزب الله» ورقة قوية للنظام السوري والى أي درجة، قال جنبلاط: «لست أدري، ولا أعتقد بأن حزب الله هو رأس الحربة دفاعاً عن سورية. ونحن بحاجة إلى سلاح الحزب في الخطة الدفاعية للمقاومة دفاعاً عن لبنان، ويجب أن لا ننسى بأن ثمة عدواً إسرائيلياً. لا أعتقد أن الحزب يمكن أن يتورط في نزاعات داخلية، ولا يجوز أن يتورط بأي نزاعات داخلية، فسلاح الحزب للدفاع عن لبنان». وعما إذا كان سيتحدث مع نائب وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان عن الاختراق الإسرائيلي للبنان، رد جنبلاط: «سنقول له لا للاختراق، ولتطبيق القرار 1701 ولا لانتزاع ما تبقى من قرية الغجر. لا أملك نصائح إنما بالأساس قلنا بأن المبادرة العربية هي مفتاح الحل في سورية ولا للتدويل أو التدخل الخارجي». وأعرب عن ارتياحه إلى تمويل المحكمة.