أكد مصدر عسكري استهداف قوات النظام السوري اليوم (الاربعاء) الفصائل المقاتلة المتحصنة في حي جوبر، شرق دمشق، بقصف كثيف، في اطار عملية هدفها ضمان أمن العاصمة التي تتعرض لسقوط قذائف بشكل دوري. وقال المصدر: "بدأ الجيش عملية عسكرية صباح اليوم لتوسيع قطر الأمان حول القطاعات التي يسيطر عليها، انطلاقا من حي جوبر". وأوضح ان الجيش يقوم بأعمال محدودة نوعية وفعالة في جوبر عبر القصف الجوي والمدفعي لضرب مراكز وكتل دفاعات المسلحين التي يستخدمونها في عمليات الرصد للعاصمة، نافياً أي مشاركة للطائرات الحربية الروسية التي تساند الجيش في معاركه البرية في وسط وشمال غربي البلاد منذ اسبوع. وافاد سكان محليون في احياء مجاورة لحي جوبر الذي تسيطر الفصائل المقاتلة على معظمه منذ العام 2013، عن سقوط اكثر من 50 قذيفة مدفعية بالتزامن مع تحليق كثيف للطيران الحربي في الصباح. وقال أحد السكان المقيمين قرب حي جوبر ان "قصفاً عنيفاً بالمدفعية والصواريخ بدأ فجر اليوم واستمر لثلاث ساعات". ويكتسب حي جوبر الخالي من المدنيين أهمية كبيرة بالنسبة إلى الفصائل المقاتلة بإعتباره مفتاحاً إلى ساحة العباسيين وسط دمشق. ومن هنا يسعى النظام بإلحاح إلى أبعاد خطر هذه الفصائل عن العاصمة. ويتحصن مقاتلو الفصائل في أبنية مهجورة يستهدفون العاصمة منها، ويشنون هجمات ضد قوات النظام انطلاقاً من انفاق حفروها تحت الارض. ويتهم النظام المعارضة السورية المتحصنة في حي جوبر باطلاق قذائف تستهدف العاصمة دمشق. وسقط أخرها اليوم في محيط ساحة العباسيين وحي مزة 86، وسقطت قذيفتان أمس داخل حرم السفارة الروسية في حي المزرعة. وقالت وزارة الخارجية الروسية بعد استهداف سفارتها في 20 ايلول (سبتمبر) الماضي، ان القصف "أتى من ناحية جوبر". ونفذ الطيران الحربي التابع للنظام ثماني غارات على الأقل استهدفت حي جوبر تزامنا مع قصف مدفعي من قوات النظام، واشتباكات بين الأخيرة ومقاتلي "حزب الله" من جهة ومقاتلي الفصائل في المنطقة الفاصلة بين الحي ودمشق، بحسب "المرصد السوري لحقوق الانسان". أضاف المرصد ان "قصفاً جوياً ومدفعياً عنيفاً استهدف بلدات وقرى عدة في الغوطتين الشرقية والغربية. أسفر عن مقتل طفلين. وتحاول قوات النظام منذ ايلول (سبتمبر) 2014 وبدعم من "حزب الله" استعادة السيطرة على حي جوبر الذي يشهد معارك تشتد وتتراجع بين الطرفين.