ضربت موجة غبار كثيفة صباح أمس الخميس، مدن المنطقة الشرقية ومحافظاتها، ما حد من مدى الرؤية الأفقية لمسافات تقل عن مئة متر. واصطبغ لون سماء المنطقة بالأصفر بسبب حجب شدة الغبار ضوء الشمس، ما تسبب في انعدام مدى الرؤية إلى مسافات متدنية جداً في الشوارع، وعلى الطرقات السريعة العامة. فيما انعدمت في بعض الأماكن الرؤية تماماً، وبخاصة على الطرق السريعة عند مرورها في منطقة رملية. وانتشرت على هذه الطرق الدوريات الأمنية وأمن الطرق، داعية السائقين إلى توخي الحيطة والحذر، والقيادة بسرعة منخفضة، تلافياً لوقوع حوادث مرورية. وعمد سائقون إلى إضاءة الأنوار في سياراتهم نهاراً، لتنبيه قائدي المركبات إليهم. فيما حذرت قيادة حرس الحدود في المنطقة الشرقية، البحارة من «تقلبات الأجواء»، من دون أن تعلن عن منع سفن الصيد من النزول إلى البحر. لكنها نصحت بالتأكد من وجود وسائل الاتصال على متن السفن والقوارب، والتأكد من وجود وقود كاف، وعدم الإبحار إلى مناطق بعيدة. ووضعت دورياتها البحرية على أهبة الاستعداد، للتعامل مع الحالات الطارئة. فيما لم تعلن إدارة مطار الملك فهد الدولي، في الدمام، عن تأثر حركة الملاحة الجوية، بموجة الغبار. وخلت شواطئ ومتنزهات الدمام والخبر من مرتدياها، عدا قلة قليلة، تحدت الظروف الجوية، مفضلة الاستمتاع بزرقة البحر، وإن خالطتها صفرة السماء. بيد أن مستشفيات عدة في المنطقة شهدت اكتظاظاً بالمرضى، المصابين بنوبات الربو وأمراض الصدر والحساسية، وبخاصة من الكبار في السن والأطفال، وقدمت لهم الإسعافات الأولية، وخرج كثير منهم في وقت لاحق. وفي النعيرية، أدت موجة الغبار إلى تزايد مخاوف السائقين عند الطريق المؤدي إلى أبو حدرية، عند التحويلة «الخطرة»، التي أصبحت هاجساً للجميع، بعد أن مر على استلام الشركة المنفذة لها أكثر من عامين، ولم تنجز شيئاً يُذكر من المشروع، على رغم كثرة الحوادث الجسيمة والمميتة، التي وقعت عند هذه التحويلة التي تتوسط المسافة بين أبو حدرية والنعيرية، ويبلغ طولها نحو 20 كيلومتراً. كما توجد تحويلة «خطرة» أخرى على طريق النعيرية - حفر الباطن، مسافتها 15 كيلومتراً، شهدت أيضاً حوادث مميتة، نشرت عنها «الحياة» غير مرة، ولكنها تشهد الآن المراحل النهائية من الإنجاز. وأكدت مصادر في إدارة مرور النعيرية، على عدم وجود حوادث تُذكر، بسبب موجة الغبار، حتى عصر أمس. فيما شهد مستشفى النعيرية العام، توافد الكثير من المواطنين المصابين بأمراض الربو والحساسية، لأخذ الأدوية المهدئة لها. ونصح الأطباء بعضهم بأخذ البخار، لتفتيح الشعب الهوائية. إلى ذلك، فقد سند عبدالله (مرب مواش) نصف ماشيته، بسبب كثافة الغبار، الذي حال دون سيطرة الراعي الذي يعمل لديه، على القطيع. وقال سند: «حاولت الذهاب إلى حظيرة المواشي الواقعة على مسافة 65 كيلومتراً غرب النعيرية. ولكنني لم أستطع الوصول إليها، بسبب انعدام الرؤية. ولكن سبق أنني حددت موقع ماشيتي عبر تقنية «ماجلان»، ووصلت إليها».