تعتبر وحدة «جنوب لبنان» في الشرطة الإسرائيلية الهدوء الذي يسود الحدود الشمالية مع لبنان سلاحاً قوياً في يد حزب الله لتحقيق هدفين في آن واحد: تجنيد عملاء له في اسرائيل لتزويده بالمعلومات وإغراق اسرائيل بالمخدرات. وفي ظل تفاقم هذه الظاهرة اعلنت قيادة الشمال في الجيش خطة بالتعاون مع «وحدة جنوب لبنان» في الشرطة الإسرائيلية لمواجهة ما تسميه حرب المخدرات على الحدود الشمالية ونصبت كاميرات مراقبة على طول الحدود ووضعت طائرات من دون طيار في حال طوارئ، على مدار الوقت، فيما تكثفت نشاطات الجيش المشتركة مع دوريات الشرطة لملاحقة عمليات التهريب. وفي تقرير للشرطة حول نشاطها في هذا الجانب، منذ مطلع السنة، قال قائد اللواء الشمالي، شمعون كورين، ان المعطيات تشير الى تصعيد في عمليات تهريب المخدرات في شكل غير مسبوق، وعلى رغم ضبط 15 تاجراً للمخدرات عند الحدود الشمالية الا انه رجح وجود عدد أكبر من التجار يواصلون عمليات التهريب عبر هذه المنطقة. وبموجب المعطيات التي تتحدث عنها وحدة جنوب لبنان في الشرطة الإسرائيلية فقد احبطت 19 عملية تهريب مخدرات وشملت ضبط 159 كيلوغراماً من الهيروين و32 كيلوغراماً من الحشيش وسبعة كيلوغرامات من الكوكايين. كما ضبطت تسعمئة وخمسين الف دولار بحوزة مهربين. وبحسب قيادة الشمال في الجيش الإسرائيلي فإن عدداً من التجار الذين ضبطوا في اثناء محاولة حصولهم على المخدارت من مهربين لبنانيين اكدوا انهم تعرضوا لمحاولات ابتزاز وتجنيدهم لتقديم معلومات استخبارية حول الجيش وتحركاته ومواقع استراتيجية مهمة في المنطقة. ويعتقد قياديون في الجيش والشرطة الإسرائيلية ان الهدف البعيد المدى من هذه العمليات يكمن في توريط الشبان اليهود وانزلاق اكبر عدد منهم الى عالم المخدرات. واعتبر الجيش مواجهة تجارة المخدرات على المنطقة الحدودية واحدة من اهم الأهداف التي تتصدر اجندته وكشف شمعون كورين ان عدداً من العمليات احبطت بفضل استخدام طائرات من دون طيار التي قامت بملاحقة المهربين الى جانب كاميرات المراقبة المنتشرة في معظم المناطق الحدودية. وروّج الجيش لواحدة من عمليات التهريب الكبيرة التي تم احباطها بفضل كاميرا مراقبة وأظهر صورة لشخصين من الطرف اللبناني يرميان كيساً باتجاه المنطقة الإسرائيلية وفي غضون لحظات يخرج من بين الأشجار ثلاثة اسرائيليين يرمون بكيس آخر الى الطرف اللبناني، عبارة عن مبلغ من المال ثم يختفون. في هذه اللحظة تنقل كاميرا المراقبة دخول وحدة من الجيش الى الطرف اللبناني وملاحقة اللبنانيين وأخرى تشرع في البحث عن الإسرائيليين الثلاثة لتلقي القبض عليهم بين الأشجار. وبحسب ما يزعم الجيش فقد نجح في احباط العملية وضبط 55 كيلوغراماً من الهيروين وعشرة كيلوغرامات من الحشيش وادعى ان الإسرائيليين دفعوا مبلغ ستمئة وخمسين الف دولار لهذه الصفقة. مواجهة الجيش لحرب المخدرات التي يتحدث عنها تدور ايضاً عند الحدود السورية وقال كورين ان الأممالمتحدة العاملة على الحدود السورية – الإسرائيلية ابلغت الجيش الإسرائيلي انه تم احباط احدى العمليات داخل الأراضي السورية من قبل الجيش السوري وفي حالة اخرى وقعت هذه السنة احبطت قوات الجيش الإسرائيلي تهريب مخدرات قتل في اثنائها مواطن سوري بنار الجنود. اما الجبهة الثالثة التي يخوض الجيش فيها معركة مواجهة المخدرات فتتركز عند حدود قرية الغجر وبحسب تقاريره فإن هذه المنطقة اكثر انتعاشاً من الوضع الذي يسود الحدود الشمالية وتحت هذه الذريعة يبرر الجيش مواصلة فرض حال «الطوارئ» على القرية وإبقائها مغلقة. وفي خطته لمواجهة «حرب المخدرات» اعلن الجيش الإسرائيلي ان هدفه المركزي في منع عودة الوضع الى ما كان عليه بعد انسحاب اسرائيل من جنوب لبنان عام 2000 وحرب تموز (يوليو) حيث تشير التقارير في الفترتين الى وصول كميات كبيرة من الأسلحة الإسرائيلية الى لبنان مقابل حصول الإسرائيليين على أموال أو مخدرات.