واشنطن، بروكسيل، رام الله - رويترز، ا ف ب - حضت الولاياتالمتحدة اسرائيل على تخفيف حصارها لقطاع غزة الذي تحكمه حركة «حماس»، وهي قضية حض مسؤولون عرب واشنطن على معالجتها لدى محاولتها استئناف محادثات السلام الفلسطينية - الاسرائيلية. وأبلغت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الصحافيين انها عقدت جلسة مطولة مع وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في شأن قطاع غزة الذي تضرر بشدة من الحرب التي شنتها اسرائيل عليه في كانون الاول (ديسمبر) عام 2008. واضافت: «ناقشنا ذلك بشكل مطول، واوضحت انا والسناتور (جورج) ميتشل بعض المخاوف التي تساورنا وبعض الافكار في شأن المزيد الذي يمكن القيام به وما يتعين فعله». وكان باراك قال قبل اجتماعه مع كلينتون ان القضية تعقدت بسبب استمرار اسر الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت عام 2006. وأبلغ معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى ان «حماس» ما زالت محجمة عن شن هجمات كبيرة على اسرائيل بسبب الحرب الاسرائيلية على القطاع، لكنها مستمرة في اعادة تسليح نفسها. واضاف: «انهم مرتدعون بشكل جيد. لكنهم ما زالوا يجمعون مزيداً من الصواريخ الأبعد مدى عبر شبكة تهريب تمتد من ايران عبر افريقيا الى قطاع غزة ... والوضع ليس مستقراً بشكل كامل، ما زال لدينا الجندي المخطوف، وهذا يعقد بعض جوانب تطبيع الوضع». واشار دانييل ليفي، الخبير في مؤسسة «امريكا الجديدة»، وهي معهد بحثي، الى ان مسؤولين عرباً كباراً ومواطنين عاديين حضوا كلينتون في شأن الوضع في غزة عندما زارت الخليج الاسبوع الماضي. وقال ان «التهديد لمحادثات السلام هو تجدد العنف في غزة ... لكن هناك معضلة بالقدر نفسه بالنسبة الى الولاياتالمتحدة، هي ما سمعته وزيرة الخارجية في قطر والسعودية ... ما الذي تفعلونه بالنسبة الى غزة. انه يقوض صدقية الولاياتالمتحدة». وكانت الادارة الاميركية فقدت ايضا صدقيتها في العالم العربي العام الماضي عندما خففت طلبها بفرض تجميد كامل على بناء اسرائيل للمستوطنات في الضفة الغربيةوالقدس، وهي خطوة نظر اليها على نطاق واسع على انها تقويض للرئيس محمود عباس. ويأمل المسؤولون الاميركيون بامكان اقناع عباس بالتخلي عن رغبته في وقف كامل لبناء المستوطنات قبل استئناف المحادثات، خصوصا اذا حصل على تأييد من دول عربية. كما يأملون في ان هذا قد يأتي خلال اجتماع قمة للجامعة العربية في طرابلس في آذار (مارس) المقبل. في هذه الاثناء، أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان قرار اسرائيل السماح ببناء 600 وحدة سكنية في حي استيطاني في القدسالشرقية «يضر» بعملية السلام، في حين دان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات القرار الاسرائيلي. وقالت اشتون في بيان: «يدعو الاتحاد الاوروبي اسرائيل الى الامتناع عن اعمال استفزازية»، معتبرة ان قرار الحكومة الاسرائيلية ادراج الحرم الابراهيمي في الخليل وقبر راحيل في بيت لحم على لائحة المواقع التاريخية والتراثية اليهودية «يضر بالجهود الرامية الى استئناف مفاوضات السلام». وكانت صحيفة «هآرتس» افادت ان السلطات الاسرائيلية اعطت الضوء الاخضر لمشروع بناء 600 وحدة سكنية في حي استيطاني في القدسالشرقية. وبحسب وثيقة حصلت عليها وكالة «فرانس برس»، فان لجنة تخطيط المدن لمنطقة القدس التابعة لوزارة الداخلية وافقت في 12 كانون الثاني (يناير) الماضي على هذا المشروع الذي يقع في حي «بيسغات زئيف» والذي يعود الى سنوات عدة، لكن بعد تعديله. وأكدت الناطقة باسم وزارة الداخلية عفرات اورباش لوكالة «فرانس برس» انه «مشروع قديم تمت الموافقة عليه مبدئياً قبل سنوات». وقال عريقات لوكالة «فرانس برس»: «ندين بشدة القرار الاسرائيلي، ونطلب من الادارة الاميركية اعلان موقف واضح وصريح من هذه السياسات الاستيطانية المتصاعدة في القدسالشرقية وعموم الاراضي الفلسطينية». واعتبر ان القرار يدل على ان «هدف حكومة اسرائيل احباط اي جهد دولي لاطلاق عملية السلام». وتابع: «اليوم قرار استيطاني في القدس، وقبله ضم الحرم الابراهيمي الشريف في الخليل ومسجد بلال بن رباح، للتراث الاحتلالي الاسرائيلي، وكذلك استمرار الحصار والاغلاق، كل هذه الاجراءات جزء من سياسة اسرائيلية هدفه تدمير اي جهد دولي، خصوصاً الجهود الاميركية الناشطة لاحياء عملية السلام». وطالب «الادارة الاميركية والمجتمع الدولي بالوقوف امام التزاماتهم ما لم يتمكنوا من الحديث مع اسرائيل لوقف ممارساتها الاستيطانية». واعتبر ان هذا «القرار بالتوسع الاستيطاني في القدس يثبت ان الوقف الجزئي للاستيطان اكذوبة وخدعة اسرائيلية للعالم، وانه لم يحدث وقف حقيقي للاستيطان لحظة واحدة». وتابع: «ان الذي حدث فقط هو استمرار الاستيطان وتهويد القدس، وهو مستمر، والذي يستمر أيضاً هو محاولات اسرائيل لضرب جهود المجتمع الدولي لاستئناف عملية السلام في شكل جدي وحقيقي من حكومة اسرائيل التي لا تؤمن الا بالاستيطان».