زار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مدينة النجف السبت من دون ان يلتقي المرجع الاعلى علي السيستاني بسبب رفض الاخير استقبال أي مرشح للانتخابات الى حين انهاء عمليات الاقتراع للانتخابات البرلمانية المقبلة المقررة في السابع من الشهر المقبل. وكان المالكي وصل امس الى محافظة النجف وبرفقته وزير البلديات رياض غريب، وكان في استقباله رئيس وأعضاء مجلس المحافظة. ووضع المالكي الحجر الاساس لمشروع ماء المشخاب الى جانب وضعه الحجر الاساس للتصميم الجديد للساحة المركزية لمدينة النجف التي تُسمى ساحة ثورة العشرين تيمناً بالثورة التي ساهم فيها ابناء النجف عام 1920. وأكد مصدر مقرب من مكتب المرجع الاعلى ان «المرجع السيستاني اصدر امراً بعدم استقبال أي مسؤول ومرشح للانتخابات البرلمانية المقبلة في هذا الوقت حتى انتهاء عمليات الاقتراع». واضاف المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، ان «عدم استقبال المرجع السيستاني للمالكي السبت لا يدل على ان هنالك قطيعة او خلاف بل لاحترام جميع المرشحين والوقوف مع الجميع على مسافة واحدة»، مشيراً الى انه «بعد الانتخابات سيعاود مكتب المرجع استقبال الوفود الرسمية والشعبية والاستماع الى أراء السياسين واعطاء التوجيهات والنصائح». ولقي قرار السيستاني عدم استقبال وفود المرشحين والمسؤولين في هذا الوقت صدى وقبولاً من قبل مختلف الاحزاب والمرشحين في المحافظة. وقال رئيس قائمة «اتحاد الشعب» حسين محيي الدين ل»الحياة» ان «الاحزاب العلمانية والقومية من اولى الاحزاب التي كانت تنادي بوجوب غلق المرجعية بابها امام رؤساء الاحزاب لأنهم يتشبثون بعبائتها في اوقات الانتخابات». واضاف ان «هذا القرار وان جاء متأخراً فهو يصب في خدمة جميع الاحزاب السياسية والمرشحين»، لافتاً الى ان «بيانات المرجعية الاخيرة التي تؤكد فيها بالوقوف على مسافة واحدة من جميع المرشحين وعدم استقبالها للمرشحين لحين انتهاء الانتخابات موقف يستحق التقدير». واعتبرت «القائمة العراقية» بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي خطوة المرجع السيستاني «رائدة وتستحق الشكر». وقال النائب من «الكتلة العراقية» في البرلمان الشيخ جمال البطيخ ل»الحياة» ان «مواقف المرجعية كبيرة وهذه خطوة رائدة تستحق الشكر والامتنان». واضاف: «على رغم تأكيد المرجعية انها على مسافة واحدة من جميع القوائم لكن الكثير من السياسيين يحاولون استثمار اسم المرجعية بأية طريقة ومن هنا قررت المرجعية اغلاق ابوابها بوجه السيساسين في هذا الوقت». واعتصم عدد من اعضاء مجلس النجف من «المجلس الأعلى» و»التيار الصدري» أمام مبنى مجلس المحافظة احتجاجاً على الإجراءات الأمنية التي اتخذتها حماية المالكي الذي يزور المحافظة حالياً. وأكد عضو «كتلة الصدر» في المجلس هاشم الكرعاوي في مؤتمر صحافي ان «زيارة المالكي تأتي في إطار الدعاية الانتخابية فضلا عن أنها تربك عمل مجلس محافظة النجف»، مبينا أن «المشروع الذي أتى المالكي لافتتاحه سينجز خلال ستة شهور». واشار الى أن «الاعتصام نظم احتجاجا على الإجراءات الأمنية التي قامت بها عناصر حماية رئيس الوزراء نوري المالكي خلال زيارته للمحافظة». وقال القيادي في «حزب الدعوة» مكتب النجف عماد سامي ل»الحياة» ان «منفذي الاعتصام لا يتمتعون بحس وطني واخلاقي وانهم يمارسون اعمال الحقبة الدكتاتورية». واضاف ان «زيارة رئيس الوزراء الى النجف تاتي ضمن برنامج لافتتاح مشاريع خدمية وعمرانية في المحافظة وللاستماع الى اهالي المدينة وحل مشاكلهم».