يكاد تاريخ مدينة بقيق يخلو من الأحداث الأمنية الكبرى، على رغم أهمية المدينة على صعيد صناعة النفط وتكريره، إذ تحوي أكبر معامل «أرامكو السعودية»، وإضافة إلى حدث أمس، شهدت المدينة قبل 9 أعوام، حادثة إرهابية، استهدفت معمل التكرير في المدينة، إلا أن المخطط فشل. وأغلقت المحكمة الجزائية المتخصصة ملف «خلية بقيق» أخيراً، حين أصدرت أحكاماً قضائية على 13 عنصراً من أفراد الخلية. وأحبطت قوات الأمن في بقيق في 24 شباط (فبراير) 2006، محاولة لاستهداف معامل بقيق لتكرير النفط. إذ حاول انتحاريون تفجير سيارتين كانوا يستقلونهما، قبل أن تتمكن حراسات المعامل من قتلهم. وأدت الحادثة إلى استشهاد رجلي أمن. واستهدفت عملية «خلية بقيق» مصفاة نفطية تابعة ل«أرامكو السعودية»، حين حاول إرهابيون يستقلون سيارتين مفخختين مموهتين بشعار الشركة اقتحام البوابات، التي تقع مصافي ومعامل البترول خلفها. بيد أن رجال الأمن في البوابات والجهات الأمنية الموجودة في الموقع ارتابوا من المركبتين وأوقفوهما، وتبادلوا مع ركابهما النار بشكل كثيف، ما أدى إلى انفجار إحدى السيارتين، وتأثر إحدى «الغلايات» الخاصة بالمصافي. وهرعت على الفور الأجهزة الأمنية كافة، لملاحقة فلول الإرهابيين الذين حاولوا الفرار. وأغلقت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض خلال شهر شباط (فبراير) الماضي، ملف «خلية بقيق»، إذ دانت اثنين منهم، هما المتهمان الثالث والسابع، وحكمت بسجنهما 29 و12 عاماً، ومنعهما من السفر مدة مماثلة لفترة سجنهما. وكانت المحكمة أصدرت أحكاماً ابتدائية على 11 عنصراً من أفراد الخلية، قضت بالحكم بالقتل حداً على زعيم الخلية المتهم الأول، وسجن البقية بين 5 أعوام إلى 33 عاماً. كما دانت المحكمة أواخر كانون الأول (ديسمبر) من عام 2014، زعيم الخلية بالقتل حداً، لثبوت إدانته بالتهم المنسوبة إليه، وأبرزها «اعتناقه المنهج التكفيري المخالف للكتاب والسنة، وتكفير هذه البلاد، واقتناعه التام بمشروعية ما يقوم به التنظيم الإرهابي داخل المملكة، من أعمال إرهابية، وسعيه للانضمام له للقيام بأية عملية إرهابية». كما دين نائبه بالسجن مدة 33 عاماً، مع المنع من السفر مدة مماثلة لحكمه، لقيامه بجرائم إرهابية عدة، أبرزها «ارتباطه بالتنظيم الإرهابي داخل المملكة، متعاوناً ومنفذاً، وتواصله مع أعضاء في التنظيم، وتستره عليهم مع علمه بحالهم، وعلمه من عضو بالتنظيم الإرهابي بأن التنظيم يعمل ويخطط لخطف وقتل أحد المعاهدين».