توقع برلمانيون عراقيون ان تسفر الانتخابات المقبلة المقررة في 7 آذار (مارس) المقبل تغييرات كبيرة، فيما الخلافات مستمرة على استبعاد مئات المرشحين باجراءات اجتثاث البعث وأبرزهم رئيس الجبهة العراقية للحوار الوطني صالح المطلك ورئيس تيار المستقبل ظافر العاني المؤتلفين في «القائمة العراقية». ووصف رئيس اقليم كردستان برهم صالح الانتخابات المقبلة بالمهمة «لأنها تشكل نقطة تحول ستبنى على أساسها المعادلات السياسية الجديدة، كما أنها ستؤثر في توجهات الحكم المستقبلية». وأضاف صالح في بيان أمس إن «هناك الكثير من المشكلات والخلافات بيننا وبين الحكومة الاتحادية، ما يتطلب أن نحافظ على الثقل الكردي في البرلمان لنتمكن من حل تلك الخلافات وفقاً لمصالح شعبنا، وحماية حقوقنا القانونية والدستورية». ورجح الأمين العام لتجمع «عراقيون»، القيادي في قائمة العراقية أسامة النجيفي، أن يشهد البرلمان المقبل تغييراً حقيقياً في تشكيل الكتل وتوجهاتها السياسية. وقال إن «الوضع السياسي العام اختلف. قناعات المواطنين بدأت تتشكل باتجاه ديموقراطية حقيقية، والوضع الطائفي الذي كان سائداً في 2005 تراجع كثيراً»، مشيراً الى «أن الشخصيات التي حكمت في الفترة الماضية ومارست دوراً تشريعياً لن تكون نفسها في المرحلة المقبلة». وتتنافس خمسة ائتلافات كبيرة هي: «ائتلاف دولة القانون» بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، و «الائتلاف الوطني العراقي» و «الحركة الوطنية العراقية» بزعامة إياد علاوي و «ائتلاف وحدة العراق» بزعامة وزير الداخلية جواد البولاني، و «التحالف الكردستاني» المكون من الحزبين الكرديين الرئيسيين، «الاتحاد الوطني الكردستاني» والحزب «الديموقراطي الكردستاني». وأكد القيادي في «المجلس الأعلى» الشيخ همام حمودي أن «التحالفات الكبيرة هي التي ستحصل على أصوات الناخبين في الانتخابات المقبلة»، مضيفاً في تصريح الى «الحياة» أن «التحالفات السياسية الحالية التي ستخوض الانتخابات تضم في عضويتها معظم القوى السياسية بمختلف مكوناتها». ولفت الى ان «الانتخابات ستكون مختلفة عن سابقتها لجهة طبيعة تكوين الائتلافات التي استندت الى أسس ومنطلقات بنيت على متطلبات الواقع السياسي بعد سبع سنوات من العملية السياسية». والى جانب الائتلافات السياسية التقليدية، برزت ائتلافات جديدة يخوض بعضها غمار الانتخابات للمرة الأولى، وبعضها لم يتمكن من الفوز في الانتخابات السابقة أبرزها: «ائتلاف وحدة العراق» و «ائتلاف وحدة الشعب» و «ائتلاف الإرادة والتغيير» وقائمة «تجديد» التي جاء بعضها نتيجة انشقاقات قوى رئيسية. وتسعى هذه القوى الى تقليل سطوة الكتل البرلمانية الحالية، على وعي الناخب والفشل الذي صاحب إدارة البلاد خلال الفترة الماضية. وقال القيادي في «ائتلاف وحدة الشعب» مفيد الجزائري ل «الحياة» إن «التحالفات التي بنيت على أساس المذهبية والطائفية ستكون حظوظها الانتخابية المقبلة ضئيلة بعد فشل تجربتها في إدارة أمور البلاد». وأضاف الجزائري أن «وعي الناخب العراقي بات أكثر تطوراً من السابق بعد تجربة ست سنوات وبدت بوادرها تبرز في مواقف المواطنين الناقمين على الأحزاب التي انتخبوها، ما ينعكس على الانتخابات التشريعية».