أفادت مصادر عسكرية كردية أن «داعش» استخدم أسلحة كيمياوية ضد قوات «البيشمركة» في سهل نينوى، في ثاني هجوم من نوعه خلال أقل من شهر، فيما قال مسؤول كردي أن التنظيم يعاني «الإرباك» في أعقاب قتل مساعد زعيمه، وقد أطلق عملية تحر وتفتيش منازل المواطنين ونفذ عمليات إعدام جماعية. وأعلنت وزارة الدفاع الألمانية مطلع الشهر الجاري البدء بالتحقيق في تعرض قوات «البيشمركة» لهجوم بالأسلحة الكيمياوية في قضاء مخمور، عقب تسجيل حالات «اختناق وضيق في التنفس وأفرازات في الأنف وحرقة في العيون». ونقلت شبكة «روداو» الإعلامية المقربة من رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني عن قائد في «البيشمركة» قوله إن «داعش قصف مساء السبت مواقع في محور تللسقف (سهل نينوى) بصواريخ الكاتيوشا»، مشيراً إلى أنه «في أعقاب القصف لوحظ بروز روائح قوية، وتم تسجيل حالات صداع مصحوبة بإصابة بحرقة في العيون، ونقل المصابون إلى المستشفى». في المقابل، استبعد القائد في «البيشمركة» سربست تروانشي أن يكون الهجوم كيمياوياً، وقال إن «طائرات التحالف الدولي قصفت في تلك الليلة أهدافاً في المنطقة، ويبدو أن خزانات للوقود اشتعلت فيها النيران، وقد أصيب عناصر في البيشمركة باختناق جراء الروائح الناجمة عن احتراق الوقود». من جانبه، قال الجنرال في مشاة البحرية الأميركية كيفن كيليا لوكالة «رويترز» إن «اختباراً ميدانياً أجري على شظايا قذيفة هاون أطلقها متشددو تنظيم «داعش» على البيشمركة، في وقت سابق هذا الشهر أظهر آثار غاز الخردل الكيماوي»، واستدرك أن «الاختبار الميداني ليس دليلاً حاسماً على استخدام أسلحة كيماوية، وأن الشظايا تخضع في الوقت الراهن لاختبارات أكثر حسماً». وعن التطورات الأمنية في الموصل، قال الناطق باسم تنظيمات الحزب «الديموقراطي الكردستاني» في نينوى سعيد مموزيني ل»الحياة»، إن «داعش أصدر أمراً يلزم ولي أمر كل أسرة كردية في الموصل مراجعة مركز الشرطة، وتقديم أربع صور لكل فرد، وأن يراجع المركز مرة كل أسبوع، بغية إبقائهم تحت المراقبة». ولفت إلى إن «إعلان قتل أبو مسلم التركماني، نائب زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي، حطم معنويات عناصر التنظيم، وتم رصدت عشرات من حالات الفرار في صفوفه، ما دعاه إلى إطلاق حملة تحر وتفتيش». وكان البيت الأبيض أعلن أن «الرجل الثاني في تنظيم الدولة الإسلامية واسمه فاضل أحمد الحيالي (ويعرف بأبو مسلم التركماني)، قتل في غارة أميركية إلى جانب المسؤول الإعلامي للتنظيم المدعو أبو عبد الله». وأفاد أن «عبوة ناسفة انفجرت في المنطقة الواقعة بين مطار الموصل ومنطقة دندان مستهدفة، عربة لارهابيي «داعش»، أسفر عن مقتل سبعة منهم، بينهم أمير يدعى ابن حنضلة السعودي». وأشار مموزيني إلى أن «داعش أعدم 35 من عناصر الشرطة والأمن السابقين في السجن القديم جنوبي الموصل، رغم أنهم كانوا أعلنوا التوبة للتنظيم»، وزاد أن «مساعد المسؤول المالي للتنظيم في الموصل يدعى عباس خضير ويكنى ب «أبو باسل» وبمساعدة من ثلاثة آخرين، سرقوا نحو 75 مليون دولار وفروا بإتجاه سورية». من جانبه، قال العضو المسيحي في مجلس نينوى أنور هدايا ل»الحياة» إن «إرهابيي داعش هدموا كنيسة الطاهرة للسريان الأرثوذكس في حي الشفاء قربة دورة قاسم الخياط بالموصل، باستخدام الجرافات»، وفي شأن صحة نشر مشاة للجيش الأميركي قرب قضاء سنجار غرب الموصل، أوضح: «لا توجد أية معلومات تؤكد ذلك، سوى ما أشيع ونشره بعض وسائل الإعلام، ومصادرنا في المنطقة نفت هذه الانباء». وفي التطورات الميدانية، أفاد مصدر عسكري كردي أن «طائرات التحالف شنت خلال 48 ساعة الماضية ضربات جوية استهدفت مواقع الإرهابيين في داخل الموصل، وقرب محور مخمور، وفي ناحية بادوش، وفي قضائي البعاج وتلعفر»، مشيراً إلى أن «البيشمركة صدت هجوماً للتنظيم في قضاء سنجار».