أكد مصدر كردي أن زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي عقد اجتماعاً لقادة التنظيم في الموصل، وقدم إليهم دعماً مادياً للحد من تأثير «الهزائم» التي منيوا، فيما تمكنت قوات «البيشمركة» الكردية من إحكام قبضتها على مسلحين تحصنوا في مستشفى ناحية ربيعة الحدودية مع سورية. وكان عدد من مسلحي «داعش» حوصروا في المستشفى، إثر سيطرة «البيشمركة» أول من أمس على الناحية وعدد من القرى المحيطة، وتفيد تقارير ميدانية أن مسلحين آخرين باتوا محاصرين بين ناحية ربيعة والمنطقة الواقعة تحت سيطرة قوات موالية لحزب «العمال الكردستاني». وقال الناطق باسم تنظيمات الحزب «الديموقراطي» في نينوى سعيد مموزيني ل «الحياة» إن «البيشمركة تسيطر الآن بشكل كامل على ناحية ربيعة بعدما تمكنت من القضاء على آخر من بقي من المسلحين الذين كانوا يتحصنون في المستشفى الرئيسي للناحية، والبيشمركة تتقدم بشكل ملحوظ وتجاوزت حدود الناحية بنحو 10 كلم، ومعلوماتنا تفيد بأن 108 عناصر من داعش قتلوا خلال معركة تحرير الناحية». مشيراً إلى أن «ألفاً و184 شخصاً قتلوا في الموصل خلال الشهر الماضي الماضي، بينهم 84 فقط هم من المدنيين». وزاد «أن زعيم داعش ابو بكر البغدادي شوهد في داخل الموصل، وعقد اجتماعاً مع قادة التنظيم في منطقة دندان في مركز المدينة، وعلمنا أنه جاء وهو يسقل عربة أجرة ويقودها شخصياً، ووزع دعماً مالياً على أمراء التنظيم لتعويضهم الانتكاسات التي لحقت بالتنظيم»، لافتاً إلى أن «العشائر، منها عشائر الحديدي والجبوري، وقعت في خلافات حادة مع التنظيم، بعدما كانت تملك فصائل مسلحة لمصلحته، وبدأت الخلافات عندما حاول التنظيم قبل أيام تفجير عدد من الجسور». وكانت وسائل الإعلام ذكرت أن البغدادي هرب من مدينة الرقة السورية ووصل إلى الموصل هرباً من عمليات القصف الجوي التي تنفذها طائرات «التحالف الدولي» على مواقع «داعش». من جانبه، أفاد النائب عن ائتلاف «الوطنية» في البرلمان العراقي كاظم الشمري في بيان أمس أن «مسلحي داعش يحتجزون نحو 250 شخصاً من مختلف المكونات في منزل الشيخ عبدالله الياور في نينوى، بعدما حاولوا الاحتماء فيه هرباً من بطش التنظيم، في محاولة من التنظيم لضرب رموز وحدة العراق ومكوناته»، لافتاً إلى أن «الياور ونجله حملا لواء الدفاع عن الأرض والعرض وكل المكونات في ناحية ربيعة ضد هجمة الإرهاب وغربانه المجرمة». وعن الأوضاع الميدانية في جبهة قضاء سنجار وربيعة، قال القيادي في «قوات حماية سنجار» داود جندي ل «الحياة» إن «مسلحي داعش الإرهابي حاولوا السيطرة على معبر أو منطقة شلو التي تربط بين جنوب جبل سنجار وشماله، لكن قواتنا أجبرتهم على التراجع، ويبدو أن داعش يحاول أن يستعيد هذه المنطقة الاستراتيجية بعدما حررتها قواتنا، كما أن هناك اشتباكات يومية في مناطق أخرى من القضاء، ومنها منطقة كافاره الواقعة غرب مدينة سنجار»، لافتاً إلى أن «تحرير ناحية ربيعة سيشكل نقلة نوعية في العمليات العسكرية، ونحن في انتظار أن تتجه البيشمركة نحو ناحية الشمال وصولاً إلى سنجار». في الأثناء نقلت صحيفة «هاولاتي» الكردية المستقلة عن الناطق باسم «قوات حماية الشعب» الموالي لحزب «العمال الكردستاني» بولات جان قوله إن «اتفاقاً أبرم مع قوات البيشمركة وقوات حماية سنجار على شن هجوم مشترك لاستعادة السيطرة على قضاء سنجار»، لافتاً إلى أن «ذلك من شأنه أن ينهي الخلافات التي دبت بين الأطراف خلال سقوط المدينة».