تباينت آراء قادة عسكريين وخبراء في مكافحة الإرهاب، حيال تأثر تنظيم «داعش» بمقتل الرجل الثاني في التنظيم، المدعو فاضل أحمد الحيالي، المعروف أيضاً باسم حاجي معتز، في غارة جوية أميركية في العراق الثلثاء الماضي. في غضون ذلك، دعا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جورجي بوستن، الحكومة العراقية إلى بذل المزيد من الجهد لتقديم المسؤولين عن جريمة قتل ثلاث مرشحات في الموصل أعدمهن «داعش» الأسبوع الماضي للعدالة. وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض نيد برايس في بيان، مقتل «فاضل أحمد الحيالي في غارة جوية أميركية يوم 18 آب (أغسطس)، أثناء تحركه في سيارة قرب الموصل، إلى جانب المسؤول الإعلامي في التنظيم، أبو عبد الله». وذكر البيت الأبيض أن الحيالي كان «المنسق الأساسي» لنقل الأسلحة والمتفجرات والسيارات والأفراد بين العراق وسورية». وكان المسؤول عن العمليات في العراق وساعد في التخطيط لهجوم التنظيم على الموصل في حزيران (يونيو) العام الماضي. وبمقتل الحيالي يكون «داعش» خسر ثاني أبرز قيادات التنظيم بعد مقتل القيادي أبو سياف في ضربة جوية بطائرة من دون طيار الشهر الماضي في مدينة الرقة بسورية. وقالت هارلين جامبير محللة شؤون مكافحة الإرهاب في معهد دراسات الحرب، إن «معتز كان ضابطاً في جيش صدام حسين برتبة مقدم، وقام في ما بعد، مثل آخرين، بتشكيل النواة الأساسية لقيادة تنظيم داعش، ثم اعتقلته القوات الأميركية في العراق بمعسكر بوكا». وأضافت أنه «من المرجح أنه انضم بعد خروجه من معسكر بوكا إلى تنظيم القاعدة في العراق الذي كان موجوداً هناك قبل ظهور داعش». وأبدت جامبير حيرتها «من إعلان البيت الأبيض» مشيرة إلى أن «المسؤولين الأميركيين قالوا في أواخر عام 2014 إنهم قتلوا معتز في غارة جوية». من جانبهم، رحب قادة عسكريون عراقيون بمقتل الحيالي، وأكد اللواء يحيى عبدالله رسول ل «الحياة»، أن «مقتل الحيالي يعتبر ضربة قاصمة لداعش في العراق، بعد مقتل الإرهابي أبو سياف في سورية». وأضاف أن «التنظيم بدأ ينهار ميدانياً بدليل إرساله عشرات الانتحاريين لتفجير مركباتهم على القوات الأمنية في محاولة للحصول على تقدم ميداني في ظل الانكسارات المتوالية التي يتلقاها من قبل قواتنا الأمنية». وفيما حذر خبير في مكافحة الإرهاب من أن تأثير قتل الحيالي على التنظيم قد يكون قصير الأجل، قال سيث جونز، المسؤول السابق بوزارة الدفاع الأميركية ويعمل حالياً في مؤسسة «راند»، إن خبرته في متابعة تنظيم داعش «تشير إلى أنهم أظهروا القدرة على وضع الأشخاص في مناصب عندما يُقتل مسؤولون بارزون». أما الخبير في شؤون التنظيمات الإرهابية معتز الجبوري، فأكد ل «الحياة» أن «داعش» لن يتأثر بمقتل الحيالي ولا حتى بمقتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، كونه اعتمد استراتيجية جديدة للحفاظ على بقائه، بعد أن فوض البغدادي جانباً من سلطاته إلى قيادات التنظيم، وطالبهم بتفويض الصف الثاني من القيادات صلاحيات مماثلة في حال تصفية الخط القيادي الأدنى من البغدادي، وذلك وفق تقارير المخابرات الغربية، للحفاظ على بنية التنظيم وقدراته الحركية في حال قتل قياداته العليا». وكانت تقارير أمنية أميركية أكدت نقل البغدادي صلاحياته وجانب من سلطاته إلى «مجلس شورى داعش»، الذي يضم وزراء التنظيم للحرب والمالية والشؤون الدينية، مشيرة إلى أن البغدادي استفاد من تجربة تنظيم القاعدة بعد مقتل قياداته في الصف الأول، وعلى رأسهم أسامة بن لادن. وأضافت أنه «وفقاً لاستراتيجية عمل داعش الجديدة ونظرية تفويض السلطة المركزية لقيادات الصف الثاني، فإن المرشح لخلافة البغدادي هو نائبه أبو العلاء العفري، الذي كان أيضاً نائباً للزرقاوي. وفى الصف الثاني لخلافة البغدادي يأتي أبو مسلم التركماني، وهو أحد أبناء منطقة تلعفر القريبة من الموصل ومسؤول قوة العمليات الخاصة في التنظيم، بحكم انتمائه السابق للجيش العراقي والقوات الخاصة العراقية إبان حكم الرئيس الراحل صدام حسين». إلى ذلك، دانت بعثة الأممالمتحدة لمساعدة العراق «يونامي» بشدة أمس، إعدام داعش ثلاث مرشحات سابقات للبرلمان بمدينة الموصل، مركز محافظة نينوى. وطالب نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جورجي بوستن في بيان، «الحكومة العراقية ببذل المزيد من الجهد لتقديم المسؤولين عن هذه الجريمة إلى العدالة». وأعرب عن استيائه لما وصفه بالقتل «الوحشي للسيدات الثلاث، اللاتي أُعدمن دون أي سبب سوى كونهن مرشحات في الانتخابات الماضية». وكان ائتلاف «متحدون» بزعامة أسامة النجيفي أعلن الأسبوع الماضي إعدام ثلاث مرشحات من ائتلافه في الموصل على يد تنظيم «داعش». وقال الائتلاف في بيان إنه يتابع «بقلق بالغ التصرفات الهمجية والإجرامية البشعة التي يقوم بها تنظيم داعش الإرهابي الذي يستمر في منهج القتل والدمار ليتخذ من الموصل الأسيرة ميداناً لجرائمه المنكرة، وليقوم بإعدام ثلاث من سيدات الموصل النجيبات، وهن لمياء فاضل وإخلاص كنعان وإسراء ذنون، رمياً بالرصاص».