بدأ مئات اللاجئين السوريين في جزيرة كوس اليونانية اليوم (الأحد)، ركوب سفينة ركاب ستأويهم وتوفر مركزاً لفرز أوراقهم، في محاولة لتخفيف الأوضاع على الشاطئ التي تسودها الفوضى أحياناً. وأرجأ مسؤولون يونانيون ركوب السفينة الراسية على رصيف ميناء كوس لأكثر من يوم، حتى يتسنى لهم تفادي الفوضى بين المهاجرين الذين وصلوا إلى الجزيرة في قوارب وزوارق صغيرة من تركيا المجاورة. وبدأ اللاجئون ركوب العبارة «إلفثيريوس فنيزويلوس» التي وصلت إلى كوس في الأول من أمس، أثناء ساعات الليل بطريقة منظمة. وبعد بعض الخلافات البسيطة بين المهاجرين بشأن من سيركب أولاً، اصطفوا على الرصيف وصعدوا على متن السفينة في مجموعات يضم كل منها 20 فرداً. وستوفر السفينة التي استأجرتها الحكومة اليونانية، مكان إقامة لنحو 2500 سوري في غرفها، إضافةً إلى منطقة لتجهيز الأوراق. ويجري التعامل مع السوريين على أنهم لاجئون لأنهم هربوا من حرب في بلادهم. وهذا يمنحهم حقوقاً أكبر تماشياً مع القانون الدولي، عكس المهاجرين بسبب الضغوط الاقتصادية من دول أخرى الذين عبروا أيضاً القنال الضيق الذي يفصل كوس عن الساحل التركي. وقالت المنظمة الدولية للهجرة، إن نحو ربع مليون مهاجراً عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا هذا العام، ووصل نصفهم تقريباً إلى الجزر اليونانية، مع تزايد الأعداد خلال فصل الصيف حيث تتحسن الأحوال الجوية، ما يجعل الرحلة أقل خطورة نوعاً ما. واستأجرت الحكومة اليونانية السفينة التابعة لشركة لنقل السياح والسيارات والشاحنات إلى الجزر اليونانية وعبر البحر الأدرياتي إلى إيطاليا، حتى تخفف من الضغط نوعاً ما في كوس. ويقيم آلاف المهاجرين في فنادق في الجزيرة، إذا كان بإمكانهم تحمل التكاليف، ولكنهم ينامون في كثير من الأحيان في خيامٍ ومبانٍ مهجورة أو في العراء. واشتبك أمس نحو 50 مهاجراً من أفغانستان وباكستان وإيران مع بعضهم البعض خارج مركز الشرطة الرئيسي في الجزيرة، وتبادلوا الرشق بالحجارة واللكمات بعد أن أفلتت درجات الحرارة المرتفعة الأعصاب. وتعد فرصة صعود هؤلاء على متن السفينة ضعيفة، إذ أنهم غير مصنفين كلاجئين، مثل السوريين الذين لهم الأولوية. واستخدمت الشرطة المحلية يوم الثلاثاء الماضي، طفايات الحريق والهراوات ضد مهاجرين، بعد اندلاع أعمال عنف في استاد رياضي، حيث ينتظر مئات الناس وبينهم أطفال الحصول على أوراق هجرة. وأرسل بعد ذلك نحو 40 من رجال مكافحة الشغب إلى الجزيرة للحفاظ على النظام.