نجح فريق طبي من مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث أول من أمس، في زرع كبد لطفلة سعودية جميع أعضاء جسمها في اتجاه معاكس، وذلك في حالة نادرة تعد الأولى بمنطقة الشرق الأوسط. واضطر أعضاء الفريق الطبي إلى زرع الكبد الذي تبرع به شقيق الفتاة بطريقة معكوسة، بعد اكتشاف وجود قلبها في الجهة اليمنى بدلاً من اليسرى، في جراحة امتدت إلى 15 ساعة متصلة. وقال رئيس قسم زراعة وجراحة الكبد في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث البروفيسور الدكتور محمد إبراهيم السبيل، ل «الحياة» إن برنامج الكبد في التخصصي أصبح يجري جراحات معقدة جداً من الناحية التقنية، ومن ضمنها هذه الجراحة، لافتاً إلى أن سبب فشل الكبد لدى الطفلة لا علاقة له بكون كبدها في جهة معاكسة، «وإنما بسبب وجود تليف مراري لدى الطفلة أدى إلى فشل بالكبد». وأضاف أن ما زاد الزراعة صعوبة وتعقيداً، هو إجراء جراحات عدة سابقة لها داخل السعودية، «إضافة إلى اكتشاف أن جميع الأعضاء لدى الفتاة مقلوبة». ولفت إلى أن الطاقم الطبي اضطر إلى أن يزرع الكبد بالطريقة المقلوبة نظراً لطبيعة جسم الفتاة ومكان أعضائها، مؤكداً أن الجراحة تكللت بالنجاح، وأن الطفلة وشقيقها في حالة صحية جيدة. وأوضح السبيل أن عام 2009 شهد إجراء جراحات عدة معقدة من الناحية التقنية، «كان آخرها جراحتا زراعة كبد من متبرعين أحياء لمرضى لديهم انسداد في أوردة الكبد، إذ زرع جزء من كبد المتبرع الحي، كما تم استعمال أوردة من متوفين دماغياً، وقمنا بعمل توصيلات كانت معقدة من الناحية التقنية ولكن تكللت الجراحات بالنجاح ولله الحمد». وأشار إلى أن برنامج زراعة الكبد في مستشفى الملك فيصل التخصصي، حقق انجازات كبيرة من بداية عام 2001، منوهاً إلى أن عدد حالات زراعة الكبد بلغ 250 حالة شملت الزراعة من أحياء ومن متوفين دماغياً للأطفال والكبار، إضافة إلى حالات تم فيها زراعة كبد وكلى معاً. وذكر أن عدد حالات الزراعة قفز في 2009 إلى 46 حالة، «هذا الرقم يعد الأكبر في تاريخ زراعة الكبد في السعودية وبمنطقة الشرق الأوسط، إذ جاءت النتائج ممتازة وبنسبة نجاح جاوزت 90 في المئة».