يسعى المنتخب المصري حامل لقب النسختين الأخيرتين إلى تحقيق إنجاز غير مسبوق عندما يلتقي غانا الأحد على ملعب 11 نوفمبر في العصمة الأنغولية لواندا، ضمن المباراة النهائية من نهائيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم. وهي المباراة النهائية الثامنة للمنتخبين في الكأس القارية, ظفر "الفراعنة" بستة ألقاب منها أعوام 1957 و1959 و1986 و1998 و2006 و2008. ونالت غانا 4 ألقاب أعوام 1963 و1965 و1978 و1982. ويطمح المنتخب المصري إلى لقبه السابع في التاريخ والثالث على توالياً، وهو إنجاز لا سابق له, علماً أن غانا كادت تحققه عام 1968 لكنها خسرت المباراة النهائية أمام جمهورية الكونغو بهدف بعدما توجت بلقبي 1963 و1965. وتبدو كفة "الفراعنة" راجحة في ضوء العرض الرائع الذي قدموه في نصف النهائي والفوز الساحق على الجزائر برباعية نظيفة, إضافة إلى سجلهم الرائع في المسابقة والمتضمن 18 مباراة متتالية دون خسارة (رقم قياسي) وتحقيقهم 5 انتصارات متتالية في النسخة الحالية بينها 3 على ممثلي القارة السمراء في المونديال وهي فضلاً عن الجزائر, نيجيريا والكاميرون بنتيجة واحدة 3-1. ويملك المنتخب المصري أيضاً افضل سجل في البطولة ناحية خط الدفاع الذي استقبلت شباكه هدفين فقط, وأفضل خط هجوم بتسجيله 14 هدفاً بينها 10 أهداف في مرمى "ثلاثي المونديال", ورباعية للورقة الرابحة محمد ناجي جدو متصدر لائحة الهدافين وثلاثية لقائده أحمد حسن (171 مباراة دولية) وثنائية لمهاجم الأهلي عماد متعب الذي يحوم الشك حول مشاركته بسبب إصابته بشدّ عضلي في فخذه الأيمن خلال المباراة أمام الجزائر, فيما سيغيب المدافع محمود فتح الله بسبب الإيقاف. وقال عضو الجهاز الفني شوقي غريب "ظهرنا بوجه مشرف للكرة الأفريقية. قلنا منذ البداية نحن أبطال أفريقيا وجئنا هنا من أجل الدفاع عن لقبنا, فقط من أجل ذلك". وزاد: "لعبنا 5 مباريات في البطولة 3 منها أمام منتخبات مؤهلة الى المونديال وفزنا عليها بتسجيلنا 10 أهداف. نعرف كيف ندير المباريات ونواجه منافسينا بفضل استراتيجيتنا"، متوقعاً مواجهة صعبة أمام منتخب غانا القوي "المتأهل بدوره للمونديال لكننا مستعدون لها". وأكد المدير الفني حسن شحاتة السعي الدائم "إلى تقديم أفضل ما نملك بتشكيلة اللاعبين المتاحة, ونضع في إعتبارتنا التوليفة المثالية التي تخدم المنتخب من دون النظر إلى الأسماء". وتابع: "غانا عقبتنا الأخيرة نحو اللقب الثالث توالياً, نكن لها الاحترام وبلوغها المباراة النهائية بلاعبين شباب يستحق وقفة متأنية ودراسة تكتيكية حتى لا نقع في الفخ الذي نصبته لبوركينا فاسو وأنغولا ونيجيريا". وزحف المنتخب الغاني إلى المباراة النهائية بصمت وتحديداً منذ خسارته المذلة أمام ساحل العاج 1-3 في الجولة الأولى, حيث تغلّب بعدها على بوركينا فاسو وأنغولا ونيجيريا بنتيجة واحدة 1- صفر, وبطريقة واحدة أيضاً إذ يعمد إلى تسجيل هدف مبكر ويحافظ عليه حتى النهاية. وهو بلغ المباراة النهائية للمرة الأولى منذ 18 عاماً. ولا يعير مدربه الصربي ميلوفان راييفاتش إهتماماً ل"العروض الفنية الرائعة في البطولة الحالية إذا كنت ترغب في إحراز لقبها, قدمنا عرضاً جيداً أمام ساحل العاج وخسرنا 1-3". ويعتبر راييفاتش أن لاعبيه "أدوا المطلوب منهم حتى الآن ونجحوا في بلوغ النهائي وهذا إنجاز في حد ذاته"، على رغم "صفوفنا الخالية من أبرز النجوم, وافتقاد العناصر الشابة للخبرة المطلوبة". واختصر رايفاتش قوة المنتخب المصري ب" بروحه التضامنية الجماعية". وأضاف: "تضم صفوفه لاعبين رائعين متجانسين منذ فترة طويلة. لقد واجهناه ودياً في شباط (فبراير) الماضي وتعادلنا معه 2-2 في القاهرة, إننا على علم بكل صغيرة وكبيرة". وتعول غانا على هدافها مهاجم رين الفرنسي, أسامواه جيان الذي كان حاسماً في المباراتين الأخيرتين وسجل الهدفين في مرمى أنغولا ونيجيريا, إلى جانب صانع الألعاب المميز لاعب وسط أودينيزي الإيطالي أسامواه كوادوو وديدي أيوو نجل أسطورة الكرة الغانية عبيدي بيليه. ويربط قاسم مشترك بين المنتخبين هو غياب أبرز نجومهم بسبب الإصابات أمثال محمد أبوتريكة وعمرو زكي ومحمد بركات ومحمد شوقي (مصر)، ومايكل ايسيان وستيفن ابياه وجون منساه وجون باينتسيل (غانا). ويحوم الشك حول مشاركة قائد غانا حارس مرماها ريتشارد كينغسون بسبب إصابة في خصره تعرض لها أمام أنغولا في ربع النهائي, وعلى رغم ذلك شارك أمام نيجيريا وأسهم بشكل كبير في فوز فريقه. وقال كينغسون "كانت تضحية كبيرة مني من أجل المنتخب, سأفعل ذلك طالما أقوى على الوقوف بين الخشبات الثلاث". وإلتقى الطرفان 16 مرة، فازت مصر في 7 منها وغانا في 4 في مقابل 5 تعادلات. وخاضا سوياً مباراتين رسميتين فقط وكانتا في كأس الأمم الأفريقية، حيث 1-1 في واد مدني عام 1970 في السودان, وفازت غانا 1- صفر في زيغينشور عام 1992 في السنغال.