أكدت السعودية ومصر أمس، أنه بناء على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، فإن البلدين اتفقا على «العمل سوياً على حماية الأمن القومي العربي، ورفض محاولات التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية»، ووضع حزمة من الآليات التنفيذية، والتي تتضمن «تطوير التعاون العسكري والعمل على إنشاء القوة العربية المشتركة، وتعزيز التعاون المشترك والاستثمارات في مجالات الطاقة والربط الكهربائي والنقل، وتحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين والعمل على جعلهما محوراً رئيسياً في حركة التجارة العالمية، وتكثيف الاستثمارات المتبادلة السعودية والمصرية بهدف تدشين مشاريع مشتركة، وتكثيف التعاون السياسي والثقافي والإعلامي بين البلدين لتحقيق الأهداف المرجوة في ضوء المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين، ومواجهة التحديات والأخطار التي تفرضها المرحلة الراهنة، وتعيين الحدود البحرية بين البلدين». وأعلن بيان مشترك خلال زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان القاهرة أمس، أنه انطلاقاً من العلاقات الوثيقة والراسخة التي تربط مصر والمملكة قام ولي ولي العهد بزيارة إلى القاهرة تلبية لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي. وعقد الجانبان اجتماعاً، نقل الأمير محمد بن سلمان خلاله تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ونائبه الأمير محمد بن نايف إلى الرئيس السيسي، وجرى بحث مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة. كما تم بحث المستجدات في المنطقة وآخر التطورات على الصعيد الإقليمي، حيث أكد الجانبان حرصهما على «بذل كافة الجهود لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعمل سوياً على حماية الأمن القومي العربي، ورفض محاولات التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية». وأعرب الجانبان عن تطلعهما إلى «التنفيذ الكامل لما تقدم في إطار من التواصل المستمر والتنسيق على أعلى المستويات بين البلدين، اللذين يمثلان جناحي الأمة العربية والإسلامية، ويعملان معاً من أجل ضمان تحقيق الأمن القومي العربي والإسلامي واستمرار ازدهارهما». وفي ختام اللقاء، طلب الرئيس السيسي نقل تحياته إلى خادم الحرمين الشريفين وإلى نائبه. كما عبّر ولي ولي العهد عن بالغ شكره وتقديره للرئيس المصري ولحكومته على ما لقيه والوفد المرافق من حسن الاستقبال. إلى ذلك، غادر الأمير محمد مصر وكان في وداعه وزير الدفاع المصري الفريق الأول صدقي صبحي وعدد من المسؤولين. ولي ولي العهد يشكر الرئيس المصري بعث الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز برقية شكر إلى الرئيس المصري، وذلك بعد انتهاء زيارته مصر، فيما يأتي نصها: فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي حفظه الله، رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يطيب لي، وأنا أغادر بلدكم الشقيق أن أعرب لفخامتكم عن بالغ امتناني وتقديري على ما لقيته والوفد المرافق من كرم الضيافة وحسن الاستقبال. فخامة الرئيس.. لقد أثبتت المباحثات المشتركة التي عقدناها متانة الروابط الأخوية بين بلدينا الشقيقين، والرغبة الجادة في تعميق التعاون وتوثيق العلاقات وتعزيزها في كافة المجالات، وفقاً لرؤية مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - وفخامتكم لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين. متمنياً لفخامتكم دوام الصحة والسعادة، ولبلدكم وشعبكم الشقيق الأمن والأمان واطّراد التقدم والنماء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الجبير: هناك رغبة في توثيق العلاقات قال وزير الخارجية عادل الجبير، إن المملكة ومصر تتمتعان بعلاقات متينة، وأن هناك رغبة صادقة وتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين والرئيس المصري في توثيق العلاقات وتعزيزها. وأشار في مؤتمر صحافي مقتضب مع نظيره المصري أمس، إلى أن لقاء ولي ولي العهد مع الرئيس المصري أدى إلى الاتفاق على نقل العلاقات بشكل نوعي إلى آفاق أكبر، في مختلف المجالات. من جهته، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن مصر والسعودية هما «جناحا الأمة، وفي قوتهما حماية للأمة»، منوهاً بالعلاقات الكبيرة بين القاهرة والرياض في التواصل والإمداد للعلاقات المشتركة حتى تحقيق المصلحة الكاملة».