جوهانسبورغ - أ ف ب – ادلى سكان جنوب افريقيا أمس، بأصواتهم في الانتخابات العامة الرابعة في تاريخ البلاد بعد سقوط نظام الفصل العنصري عام 1994، وسط توقعات بوصول الزعيم الشعبي المثير للجدل جاكوب زوما الى الرئاسة. واصطف عشرات الاشخاص وسط اجواء من البهجة في صفوف انتظار طويلة تشكلت قبل حلول ساعات الفجر امام مكاتب التصويت العشرين ألفاً الموزعة في انحاء البلاد، وجلس بعضهم على كراس قابلة للطي جلبوها معهم حاملين القهوة. ويعتبر المؤتمر الوطني الافريقي الذي يحظى بغالبية كاسحة في البرلمان منذ عام 1994، الاوفر حظاً للفوز في الانتخابات والحصول على نسبة 60 في المئة من اصوات الناخبين ال23 ألفاً الذي دعوا للتصويت، ما سيكرس زعيمه جاكوب زوما (67 سنة) رئيساً للبلاد، علماً انه واجه خلال السنوات الثماني السابقة سلسلة اتهامات بالفساد قبل اسقاط الملف مطلع الشهر الجاري. ويرجح اضطلاع بقية الاحزاب بأدوار ثانوية في الحياة السياسية الى القوة الاقتصادية الاولى في افريقيا، على رغم انها سعت اخيراً الى استغلال نقاط فشل المؤتمر الوطني الافريقي والشكوك المحيطة بنزاهة زوما. ولاح امل بانفتاح اللعبة السياسية في كانون الاول (ديسمبر) الماضي، حين اسس منشقون عن حزب «المؤتمر الوطني الافريقي» الحاكم من انصار الرئيس السابق ثابو مبيكي حزب «مؤتمر الشعب»، لكنه لم يحقق اختراقاً. اما التحالف الديموقراطي، المعارضة البرلمانية السابقة في عهد الفصل العنصري، فيجد صعوبة في اقناع الناخبين السود، لكنه قد يفوز في محافظة وسترن كايب (غرب) حيث غالبية السكان من البيض والخلاسيين. ويعيش اقل من 43 في المئة من سكان جنوب افريقيا الذين يبلغ عددهم 48.5 مليون شخص بأقل من دولارين في اليوم، فيما تقارب البطالة نسبة 4 في المئة. وتهدد الازمة الاقتصادية العالمية الوظائف، في ظل اعلان قطاع المناجم وصناعة السيارات اللذين طاولتهما الازمة مباشرة عن الغاء عشرات الآلاف من الوظائف. ويتوقع ان تخسر البلاد نحو 300 الف وظيفة هذه السنة.