أعلنت «منظمة الصحة العالمية» اليوم (الثلثاء)، أن 39 شخصاً على الأقل توفوا بوباء الكوليرا الذي ينتشر بسرعة في هذا البلد الذي يشهد نزاعاً مدمراً منذ 19 شهراً. وقالت «المنظمة» في أرقامها إن «1212 اصابة بالكوليرا» سجلت، موضحة أن الوباء ينتقل من العاصمة جوبا إلى ولاية جونقلي المجاورة التي تضررت إلى حد كبير بالحرب. وكان وزير الصحة في جنوب السودان أعلن رسمياً عن وجود الوباء في 23 حزيران (يونيو) الماضي، مع أن أول إصابة بهذا المرض سجلت في 18 أيار (مايو) الماضي، في مخيم للأمم المتحدة في جوبا. وتأوي مخيمات الاممالمتحدة في هذا البلد نحو 166 ألف لاجئ. وتتركز الاصابات حالياً حول العاصمة جوبا لكن سجلت وفاة شخص بالمرض في بور عاصمة ولاية جونقلي المجاورة المدينة التي تخضع حاليا لسلطة الحكومة لكنها مدمرة بالكامل بعد تناوب الجانبين في السيطرة عليها خلال الحرب. وقال «مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية»، إن التضخم المتزايد و«الوضع الاقتصادي السيء» يعرقلان جهود تطويق الوباء، موضحاً أن «كثيرين لا يستطيعون شراء مياه الشرب»، مضيفاً أن السكان يشربون مياه النيل مباشرة. وتشكل مكافحة الوباء تحدياً إضافياً لسلطات جنوب السودان ومنظمات العمل الإنساني في بلد نزح فيه أكثر من مليوني شخص من بيوتهم بسبب المعارك التي ترافقها تجاوزات منذ كانون الأول (ديسمبر) 2013، بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار. والعام الماضي توفي 167 شخصاً في وباء مماثل في هذا البلد.