العلامة اللافتة في حياة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء المولود في عام 1362ه أن الأعباء الإدارية والعملية المثقلة بالارتباطات والمواعيد الكثيرة لم تقف عائقاً في تنظيم وقته اليومي فلا يطغى شيء على آخر.. فللبيت وقت وللعبادة وقت وللقراءة مثل ذلك وللضيوف حقهم أيضاً من الوقت، إلا أنه أمام ذلك يمضي سماحته أكثر وقته في جامع الإمام تركي بن عبد الله وسط العاصمة الرياض. البرنامج اليومي لسماحة المفتي يبدأً من صلاة الفجر ثم العودة إلى بيته مرة أخرى وفي الثامنة صباحاً يتجه لعمله في دار الإفتاء ومن ثم يخرج لصلاة الظهر في الجامع ويعود لعمله بعد الصلاة وعند انتهاء الدوام الرسمي في حوالي الساعة الثانية والنصف ظهراً يخرج من دار الإفتاء متجهاً إلى الجامع مرة أخرى لانتظار صلاة العصر، ثم البقاء فيه حتى بعد صلاة العشاء هذا برنامجه في أيام الأسبوع. أما في نهاية الأسبوع فيفتح باب منزله في صباح يوم الخميس مستقبلاً الزوار حتى صلاة الظهر ويفعل مثل ذلك من بعد صلاة العصر وكذلك بعد صلاة العصر من يوم الجمعة يتواجد سماحته في مجلسه مستقبلاً الزوار والمستفتين. حضور إعلامي مما يحسب لسماحة المفتي مشاركاته الإعلامية المتميزة وتحديداً في برامج الإفتاء في إذاعة القرآن الكريم والقناة الأولى في التلفزيون السعودي وقناة المجد الفضائية إلى جانب مشاركاته الدعوية خارج المملكة وذلك بإلقاء المحاضرات عن طريق الهاتف، أو بالمشاركة في البرامج التلفزيونية الفضائية وتواصله اللافت مع الإعلاميين والصحفيين وحرصه على توجيه الكتاب ورؤساء التحرير إن حصلت هفوة أو زلة ودعمهم بالكلمة الطيبة وبالمشاركة والاجتماع بهم إن حصلت فرصة مناسبة. فتاوى بالهاتف في مجلس سماحة المفتي بمنزله بالرياض يحرص أن يكون الهاتف قريباً منه للرد على أسئلة المستفتين ولا يكاد الهاتف يكمل رنته الأولى إلا وسماحة الشيخ يلتقط السماعة مجيباً على الهاتف والرد على السؤال. ويضطر المفتي أحياناً أن يقول للسائل اتصل بي بعد يوم أو يومين لأبحث المسألة ومن ثم أجيبك، فلا يجيب إلا بعلم مع عدم إشغال ذهن السائل بالخلافات أو الاستطرادات التي لا تفيد العامي المستفتي، وهذا الأمر ينطبق تماماً ما يفعله مع المستفتين في البيت والمسجد وحتى هاتف السائق في السيارة. زيارات من المشاهد الجميلة أنه لا يمر أسبوع إلا ووفد طلابي أو مجموعة من الدعاة يزورون سماحته في المكتب أو في البيت، يلقي عليهم كلمة توجيهية ومن ثم يستمع لهمومهم ويجيب عن أسئلتهم، ومع كثرة مشاغل سماحته وعظم المسؤولية التي على كاهله وتحمله لهموم الأمة إلا أنه في استقباله لضيوفه وللزائرين لا تحس منه إلا بسؤالك عن أحوالك وعن أهلك وأقربائك، ومن ثم يبدأ بفتح مواضيع تؤنس النفس وتزيل الهم مصحوبة بشيء من الفكاهة ولا يغفل سماحته عن بقية الحاضرين في المجلس فبين لحظات وأخرى يسأل الحضور واحداً تلو الآخر يسألهم عن الأحوال ويرحب بهم كل ذلك بتواضع وبساطة وبلا تكلف. مسيرة حافلة وتشير السيرة العلمية والعملية لسماحة المفتي أنه بدأ طلب العلم في دراسة القرآن الكريم في مسجد أحمد بن سنان, فحفظ القرآن وسنه اثنتا عشرة سنة, ثم طلب العلم على بعض العلماء في الحلق، وفي عام 1375ه التحق في معهد إمام الدعوة، وتخرج من كلية الشريعة عام 1383ه/ 1384ه وكان يحضر بعض حلقات العلماء في المساجد. بدأ حياته العملية بعد تخرجه من كلية الشريعة عام 1384ه، حيث عمل مدرساً في معهد إمام الدعوة العلمي إلى عام 1392ه، حيث انتقل للتدريس في كلية الشريعة في الرياض، واستمر فيها حتى عام 1412ه، حيث نقل عضواً للجنة الدائمة للإفتاء، وفي عام 1416ه عين نائباً لمفتي عام المملكة، وسبق أن عين عضواً في مجلس هيئة كبار العلماء 1407ه، وهو الآن المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء بالمملكة . تولى إمامة الجمعة في مسجد الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف من 1395ه، ثم انتقل إلى إمامة جامع الإمام تركي بن عبد الله عام 1412ه، وقد تولى الخطابة في مسجد نمرة يوم عرفة من عام 1402ه. وكان من وقت عمله في كلية الشريعة يشرف على بعض الرسائل الجامعية، ويشارك في المناقشة. ( جميع التعليقات على المقالات والأخبار والردود المطروحة لا تعبر عن رأي ( صحيفة الداير الإلكترونية | داير) بل تعبر عن وجهة نظر كاتبها، ولإدارة الصحيفة حذف أو تعديل أي تعليق مخالف)