معظمهم يؤذن منذ أكثر من أربعين عاماً يستعيد الصائمون في جازان ذكرياتهم لحظة أذان المغرب كل يوم في رمضان خاصة إذا كان الأذان بصوت أحد المؤذنين القدامى الذين قضى معظمهم نحو أربعين عاماً في هذه المهمة حتى بات صوتهم جزءاً من ذكريات الصائمين . ويبقى هؤلاء المؤذنون محرومون من مشاركة أسرهم وعائلاتهم الإفطارعلى موائد الأسرة إذ لا يستطيع معظمهم العودة إلى بيته لمشاركة أسرته طعام الإفطار، لأنه لا يستطيع ترك مهمته الموكلة إليه بحسب قولهم. وهناك من المؤذنين من أمضى سنوات طويلة يؤدي هذا العمل الديني دون النظر إلى ما قد يفقده من تآلف الأسرة في بعض الأحيان خاصة وقت تناول الصائمين لإفطارهم في منازلهم صغارا وكبارا في شهر رمضان المبارك من كل عام، ويرى أن هذا الأمر أمانة ينبغي عليه أداؤه من غير تهاون، بل يزيده عمقا إيمانيا ورضا وطمأنينة. وفي جازان تظل مجموعة من مؤذني المساجد في ذاكرة الصائمين أثناء جلوسهم على موائد الإفطار حيث تتوالى السنون ويبقى صوتهم في ذاكرة ومخيلة كثير من أبناء جازان. يقول أقدم مؤذن بجامع البديع في منطقة جازان يحيى بن حسين جريبي « 89 عاماً» إنه لا يزال يؤدي واجبه كمؤذن في الجامع منذ ما يزيد على 47 عاما ولم يشعر طيلة هذه المدة الطويلة بملل بل يشعر بالفخر حين يسمع صوته كثير من الصائمين والمصلين، أما قديما وقبل ظهور مكبرات الصوت كان يعتلي أعلى مكان فوق المسجد ويرفع الأذان فيسمعه القاصي والداني. ويضيف أنه لا يتذكر آخر مرة شارك أسرته في تناول طعام الإفطار في رمضان وليس بمتألم على فقده روح الألفة الأسرية لأنه مدرك أن ما يقوم به عمل سيؤجر عليه في الدنيا والآخرة وأنه راض كل الرضا وأسرته كذلك راضية عما يقوم به.وفي أبو عريش ينتظر الصائمون في الحي الغربي على موائد إفطارهم أثناء جلوسهم سماع صوت المؤذن عبده شيبان البالغ من العمر تسعين عاما وهو المؤذن بجامع الحكامية الذي يؤذن في المسجد منذ أكثر من 35 عاما ليبقى في ذاكرتهم رمزا لروح رمضان وذكرياته، وأما العائلات وسكان الحي الذي يقع فيه مسجد ابن تيمية في المحافظة فلا يتناولون طعام إفطارهم إلا إذا سمعوا صوت مؤذن مسجد حارتهم محمد علاالله حكمي ويبلغ من العمر ثمانين عاما الذي ظل ولا يزال يرفع أذانه بالمسجد منذ أكثر من ثلاثين عاما متواصلة.