في رمضان يشعر الجميع أن للثواني قيمة كبيرة، خاصة عند غروب الشمس، حتى إن بعض العائلات تكلف أحد أبنائها بالوقوف خارج البيت، ليقوم بإبلاغهم مباشرة عند سماعه صوت أذان المغرب. فارق التوقيت هنا علاوة على أهميته يصبح أحيانا مثارا للتمايز بين الناس، فهناك من يحمد الله أنه لا يسكن تبوك، التي يتأخر موعد إفطارها إلى ال 7:31 مساء، في حين تتراوح مواعيد الإفطار في مناطق المملكة بين 6:33 في الدمام، و6:58 في بريدة، وفي أبها 6:49، بينما في جدة 7:08. ورغم أن موعد الإمساك فجرا لم يميز تبوك بتأخير الموعد عن غيرها من المدن، بات أهل تبوك يقضون فترة صيام أطول من غيرهم في المملكة، حيث يؤذن الفجر نحو ال 4:17 فجرا، بينما في جدة 4:27، وفي أبها 4:22. وفي المحصلة، يؤكد كثير من الصائمين أن ثواني الانتظار تفوق الساعات، خاصة حين يبدأ العد التنازلي أمام سفرة الإفطار، بينما ترقب العيون ما لذ وطاب بانتظار صوت المؤذن، الأمر الذي يضطرهم أحيانا إلى تكليف أحد الأبناء بترقب صوت مؤذني المساجد الأخرى، ظنا منهم أن مؤذن مسجدهم قد تأخر. أبو نايف "أحد سكان تبوك" لا يخفي ما تعنيه الدقائق التي تضاف إلى وقت صيام أهالي تبوك، ويقول "هي زيادة في الأجر إن شاء الله"، ولكنه في ذات الوقت يؤكد أن الشعور بالحنق ينتابه أحيانا، حين تصله صور بعض أصدقائه في مناطق أخرى من المملكة، وهم يتناولون الطعام، لعلمهم أنه ما زال ممسكا؛ لأنه يقيم في تبوك.