عثر على آثار نادرة داخل "الحي اليهودي" في القدسالمحتلة تعود إلى فترة حكم الخليفة المقتدر بالله في العهد العباسي. وأقرت ما يسمى بدائرة الآثار الإسرائيلية -التي تدأب عادة على استخدام أعمال التنقيب لتثبيت الرواية اليهودية في القدس- إنها عثرت داخل ساحة منزل مقدسي شمالي كنيسة سانتا ماريا على لوحة رخامية مربعة تعود للقرن العاشر الميلادي. وأوضح باحث الآثار المختص في القدس الدكتور مائير بن دوف أن بيان دائرة الآثار قد فاجأه لأنها حرصت طيلة عقود على إبقاء المكتشفات الأثرية الإسلامية طي الكتمان لدوافع سياسية. ولفت في تصريح لقناة الجزيرة أنه أشرف في العام 1968 على عمليات تنقيب في القدسالشرقية تم خلالها اكتشاف آثار غنية ومتنوعة من الحقب الإسلامية تعتبر أهم أثريات مكتشفة في المدينة, لكن السلطات الإسرائيلية تجاهلتها. وتابع أن "هناك آثارا عباسية وأموية وفاطمية ومملوكية في القدس لم تعلن عنها دائرة الآثار الإسرائيلية". وقال إن اكتشاف موجودات إسلامية في القدس هو نتيجة طبيعية باعتبارها مدينة مركزية في التاريخ الإسلامي لكن التاريخ بالنسبة للسلطات الإسرائيلية ينتهي عند الحقبة البيزنطية. وذكر بن دوف أن سلطة الآثار الإسرائيلية تخضع علم الآثار لاعتبارات سياسية غريبة مؤكدا بالمقابل أن "الشمس لا تغطى بغربال". وقال هذه المرة اختاروا إعلان الكشف عن الآثار الإسلامية في الحي اليهودي في القدس بفضل باحثين نزيهين يحترمون علم الآثار بخلاف ما كان يحصل في فترات سابقة". وفي بيان دائرة الآثار الإسرائيلية أكد المؤرخ المستشرق البروفيسور موشيه شارون –وهو محاضر في الجامعة العبرية- أن اللوحة الرخامية تعود للعهد العباسي وأن ذلك الاستنتاج مبني على أساس أن لوحتين مشابهتين تم العثور عليهما في البلاد بالماضي. ويرى شارون أن اللوحات الرخامية الإسلامية الثلاث تتحدث عن قيام الخليفة المقتدر بمنح أحد الموالين له في القدس مساحات من الأرض والمزارع، ويقول المؤرخ إن قراءة النصوص المنحوتة في اللوحات تفيد أن الخليفة دأب على منح العطايا لأنصاره المخلصين ممن كانوا عادة قد أنهوا خدمتهم العسكرية. وتقول مديرة الحفريات الأثرية في سلطة الآثار الإسرائيلية آنت نيجار التي اكتشفت الموجودات العباسية المذكورة إن فترة الخليفة المقتدر شهدت مواجهات عسكرية مع الفاطميين حول السيطرة على فلسطين وإن عطايا المقتدر "ربما تكون جزءا من مساعيه إلى تعزيز حكمه عليها خاصة في القدس أسوة بحكام آخرين". وكانت دائرة الآثار الإسرائيلية كشفت الأسبوع المنصرم عن إخفاق محاولة سطو على متحف الرملة وسرقة كنز ذهبي نادر جدا يعود للعصر الأموي. وأوضحت سلطة الآثار أنه عند الواحدة بعد منتصف الليل من يوم الأحد الماضي شهد متحف الرملة محاولة سطو من قبل لصوص استهدف على ما يبدو كنزا تاريخيا على شكل مئات (376 ليرة ذهبية وست لوحات ذهبية) من القطع النقدية الذهبية من الفترة الأموية التي كان قد عثر عليها صدفة عام 1964 بجوار المسجد الأبيض في الرملة. ونقل الكنز العام المنصرم من مقر سلطة الآثار لمتحف الرملة لعرضه مؤقتا نزولا عند رغبة البلدية. وقال مدير المتحف الدكتور يئجال ستري إن الهدف من وراء محاولة السطو سرقة الذهب الإسلامي منوها إلى أن اللصوص حاولوا الدخول من خلال حفر ثغرة بجوار نافذة غرفة يعرض فيها الكنز الثمين. وتابع "لكن أجهزة الحماية الإلكترونية تمكنت من كشفهم رغم محاولتهم التغرير بها ولما وصل رجال الحراسة هرب اللصوص". وعبر ستري عن ثقته بأن الكنز الإسلامي محفوظ وآمن وأشار لنجاح عملية سطو أخرى تمت قبل ذلك بيوم حينما سرقت أثريات ثمينة من متحف أسدود. وتابع "لا نعرف إذا كانت هناك علاقة بين العمليتين".