هناك طوارئ منغصة تمر على حياة كل واحد منا مهما كان منصبه أو علمه أو مكانته. ومن هذه المنغصات الخوف. الخوف يهدم النفوس ويورث اﻷسقام ويقتل المواهب و يشتت العقول. وأنا هنا من واقع خبرة سأتكلم عن ضرورة ملحة لكل شخص منا وهي وجود اﻷمان بكل ألوانه وأشكاله داخل بيوتنا وفي أسرنا ومع إخواننا وأزواجنا وأولادنا. اﻷمان الذي أقصده اﻷمان العاطفي واﻷمان الحسي أو الجسدي واﻷمان الاقتصادي واﻷمان الفكري. ولكل واحد منها لا تكفي كتب مؤلفة لكني سأختصر فكرتي قدر المستطاع وبإذن الله يصل المفهوم كما أريد. فالأمان العاطفي وجود بيئة أسرية يجد فيها الفرد المأوى والملجأ لعواطفه ومشاعره وأحاسييه يواء كان ذكرا أو أنثى ابنا أو بنتا أو زوجا. أما اﻷمان الجسدي فهو أن تكون اﻷسرة هي الحماية لكل فرد من أفراده ودرعا واقبا من العنف الذي يحصل على اﻷجساد إما بالضرب أو غيرها وتكون العائلة هي مكان الاستجمام والراحة اﻷول. أما اﻷمان الاقتصادي فمساعدة كل فرد من أفراد الأسرة في طرق التفكير السليمة الصحيحة في إيجاد مصادر الدخل واستشعار أهمية المال وطرق الصرف والاستثمار والادخار. أما اﻷمان الفكري فهو إيجاد البيئة المناسبة لكل فرد من أفراد اﻷسرة في إبداء اﻵراء مهما كان سنه أو جنسه ومناقشة اﻷفكار وخروجه برأي معين عن فكرة معينة وعدم فرض طريقة تفكير أو مطالبة بالاتباع بلا سؤال أو نقاش. قد يقول قائل أنت تتكلم عن أمور مثالية لا تخدم الواقع . فأقول لمن تبادر له هذا السؤال إن هنالك أسئلة صادفتني كثيراً في حياتي وتكررت على في مجال الاستشارات اﻷسرية هي من جعلت هذا اﻷمر ضرورة ملحة. لعلي أذكر بعضها. أليس من أكبر أسباب الجنوح والتصرفات الغير سوية انعدام اﻷمان العاطفي في البيوت؟ كيف يمكن أن ينشأ جيل راقي الفكر متوقد الهمة وهو خائف؟ كيف نسعى ﻹيجاد أسرة مثالية وكل فرد من أفرادها يعتبر اﻵخر عدوا له؟ كيف يعيش الشخص وهو يفكر ما الذي سيحصل له ويترقب ذلك؟ كيف تريد من اﻷبناء أن يستشيروا والدهم في مشكلة أو يصارحوه بأمر وهم يرون منه جلادا في بيتهم؟ أسئلة كثيرة أجزم أنها أوصلت المفهوم الذي أردته. أدام ربي عليكم السعادة محبكم / أحمد الزغلي المالكي ( جميع التعليقات على المقالات والأخبار والردود المطروحة لا تعبر عن رأي ( صحيفة الداير الإلكترونية | داير) بل تعبر عن وجهة نظر كاتبها، ولإدارة الصحيفة حذف أو تعديل أي تعليق مخالف)