ربما أن المقارنات الإستدلالية , بما يحدث في الفرق الأخرى , تزعج النصراويين , أكثر من إزعاج مشكلات نصرهم الفنية و الإدارية و الشرفية لهم و لمسيرة نصرهم في طريق العودة , و لكن هذه المقارنات ربما تكون هي السبيل الأنسب لمعرفة الأزمة الفكرية , بين ما يطرحه الإعلام النصراوي , و ردة الفعل التي تصدر تجاه هذا الطرح , من داخل المحيط النصراوي إداريا و شرفيا و جماهيريا ً , و المؤسف أنه كلما حدثت مشكلة في النصر , رموا باللائمة على كتاب النصر , و قالوا لهم تعلموا من إعلام الأندية الأخرى ..!! سوف أطرح قضيتين ساخنتين , تشوي حرارة حراكهما , ناديي الإتحاد و الهلال , و سأشير لتعاطي إعلام الناديين لهما , و للقارىء الكريم أن يقارن بين هذا التعاطي الساخن , و ردة فعل الناديين و جماهيرهما , و بين ما يطرحه الإعلام النصراوي على خجل حول مشكلات نصراوية , و مع ذلك يوصم الإعلام النصراوي بأنه الضمير الخائن لنصره ..!! سوف ابدأ بنادي الإتحاد , فالجميع يعرف أن هناك إنقساما ً شرفيا ً كبير , تغللت أثاره حتى وصلت للفريق الأول , و تولى الإعلام الإتحادي الحيادي و المنحاز , هذه القضية كل ٍ من منظوره الخاص , بل إن المركز الإعلامي بنادي الإتحاد ركب الموجة بطريقة مؤسفة , و مع ذلك ها هي القضية تنحسر بعودة منصور البلوي , بقدرة عجيبة لو قدر للنصراويين إمتلاك عشرها لسادوا على قارة أسيا .. في الهلال فجر إعلامه فضيحة مقر الفئات السنية , و بالصور المخجلة , و جلد بسياط النقد الإدارة و أعضاء الشرف , و مع ذلك تم أحتواء الأزمة بهدوء شديد , و وعد بحلها بجلسة واحدة بين الرئيس و الأمير بندر بن محمد , و هي قدرة عجيبة تشبه قدرة الإتحاديين على تجاوز أزمة أختراق و تخوين طالت حتى منصور البلوي , و مع ذلك لا تجد من منح أحد الحصانة , و لم يخون الإعلام في الناديين .. في النصر وحده يخون كتابه , بل يصنفون و يتهمون و يشتمون , و تمتهن كرامتهم في الإجتماعات و السهرات و المنتديات , بالرغم من النصر هو النادي الوحيد , الذي لا يقف مع كتابه و لا يسندهم و لا يحفل بهم , بل إن هناك من يزدريهم و يسفه رؤاهم و يتهمهم بالقصور و التدخل فيما لا يعنيهم , لأن النصر و الذهنية النصراوية , يعتبرون الإعلام هو عدوهم الأول حتى ولو كان نصراوي الهوى , و ليس أدل من ذلك من الأطروحات المنذرة حول مدرب الفريق الأولمبي , التي كانت تحذر منذ العام الماضي , من هذا المدرب المتواضع و من الفكر المنغلق الذي تم به رسم سياسة تسيير هذا الفريق الواعد , فهذه الأطورحات تم تسفيهها و الإزدراء بأصحابها و تشويه مقاصدهم , بل لقد تم توجيه الكثير من التهم المؤسف لهم , حتى يفرغ طرحهم من مصداقيته , و ها هي الأيام تثبت صدقهم , و تضع الرافضين لطرحهم أمام مأزق الحقيقة .. بالأسلوب ذاته يعامل أعضاء الشرف , فبمجرد إختلاف بسيط , يتم وضع عضو الشرف على المذبح , غير مكترثين بالخسائر الإجتماعية و النفسية التي تلحق به , و غير عابئين بخسارة النصر لوقفة رجالاته , و الدلائل على هذا المأزق الفكري ذو النزعة الإحتكارية أكثر من أن تورد , لكن لا يمنع من الإشارة إلى المحاولات المستمرة لإحراج العضو الداعم للفئات النسية , الذي تحمل من أجل النصر و ضع العراقيل بطريقه , و الإنتقاص من عمل فريقه , و محاولة سرقة نجاحته , كما يخطط الآن للإستيلاء على مشروع مدرسة البراعم , لسرقة فكرتها للتباهي بها و من ثم قتلها , بذات الطريقة التي قتلت فيها مواهب الفريق الأولمبي بلا رحمة .. الإعلام هو الضمير الحي , الراصد و المؤنب لكل عمل , و لكنه في النصر قمع و خون و أتهم , و هذا المآل المؤلم , ليس جديدا ً على النصر , فهو عقيدة نصراوية متجذرة , و إن تم تحجيمها إلى حد ٍ ما , في عهد إدارة الأمير فيصل بن عبدالرحمن بعض الشيء , إلا أنها بكل أسف عادت بعنفوان سنوات التوحد السابقة .. قد تجابه هذه المقالة , بما يجابه به الطرح الإعلامي في النصر عادة , و هذه المجابهة القمعية المتوقعة , لن تكون جديدة أو مفاجئة , و لكن فقط قارنوا بين سياط نقد إعلام نادي الهلال و الإتحاد , و خجل مفردة الإعلام النصراوي و الطريقة الغير نزيهة التي تعامل بها , و بين صيانة مكانة عضو الشرف في الناديين , بالرغم من الطوام التي يأتون بها , مقارنة بمذابح أعضاء الشرف في النصر , لمجرد أنهم أختلفوا إختلافا ً بسيطا ً , قد يكون مع إداري في منتصف الهرم , لتعرفوا إن هناك مورثات نصراوية , تعتقد أنها وحدها تملك الفكر , و أن ناصية الصواب بيدها وحدها , بل إنها من غلوها في التوحد بنصر الجميع , ترفض الأخر و تشطبه لمجرد أنه أشار لخطأ ما .