شهد التبادل الثقافي بين المملكة وجمهورية الصين الشعبية، تطوراً ملحوظاً وخاصة بعد عام 2008م، فقد زاد عدد الطلاب السعوديين في الصين، إلى ما يقرب من 1000 طالب وطالبة، كما زاد عدد الطلاب الصينيين في المملكة، حيث إن 17% من منسوبي جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا من الصين، هذا بالإضافة إلى أن هناك أياماً ثقافية سعودية أقيمت في الصين وأياماً ثقافية صينية أقيمت في المملكة وشهدت حضوراً جماهيرياً متميزاً، كما أقيم في الصين ملتقى الشباب السعودي الصيني في العام 2010 ، وفي المملكة في العام 2011 ؛ وهو ما عزّز التبادلات الشبابية، فحكومة البلدين تولي أهمية كبيرة للشباب لقيادة مسيرة العلاقات بين البلدين في المستقبل القريب، وفي الأيام الماضية شهدت بكين توقيع اتفاقية للتعاون في مجال الشباب والرياضة ومن المتوقع أن يشهد هذا المجال تعاوناً مثمراً في المستقبل القريب. وأوضح سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية الصين الشعبية يحيى بن عبد الكريم الزيد، أن إكسبو شنغهاي 2010م كان الحدث الأهم في السنوات الماضية في الصين، وقد شاركت المملكة في هذا الحدث بأكبر مشاركة في تاريخ مشاركاتها الخارجية بجناح عكس العلاقات المتميزة بين البلدين وجذب الشعب الصيني وكان محط اهتمام القادة والشعب الصيني. واختتم السفير يحيى الزيد حديثه بالقول إن العلاقات السعودية الصينية ينتظرها مستقبل مشرق وزاهر في ظل قيادتين حكيمتين تجمعهما الثقة وتفرش أرضيتهما المصالح والمنفعة المتبادلة للبلدين والشعبين الصديقين. وفي ذات السياق، أشاد المستشار والمشرف على الإعلام الداخلي بوزارة الثقافة والإعلام رئيس الوفد السعودي المنظم لفعاليات الأيام الثقافية في بكين عبد الرحمن بن عبد العزيز الهزّاع، بالجهود التي قامت بها الحكومة الصينية، من أجل تسهيل مهمة إقامة فعاليات الأيام الثقافية السعودية في بكين، معرباً عن أمله في تعزيز التعاون السعودي الصيني في هذا السياق، وتحقيق التقارب بين شعبي البلدين. وأكد الهزاع ترحيب المملكة بالتعاون الثقافي مع الصين، والرغبة في الوصول بهذا التعاون إلى مستوى متقدم، من خلال تبادل الزيارات بين المعنيين بذلك الجانب في كلا البلدين، ودعم إقامة مثل هذه المناسبات الثقافية لما فيها من أهمية في توضيح عمق الثقافتين الصينية والسعودية، وإيجاد التواصل فيما بينها. في حين وصف وزير الثقافة والإعلام الصيني تشاي أو، المكانة التي تحظى بها المملكة لدى بلاده منذ عشرين عاماً مضت على إقامة العلاقات الدبلوماسيّة بين البلدين بأنها كبيرة، وأن العلاقات بينهما تعد مثالاً جيداً يقتدى به في العلاقات الدولية، موضحاً أن المملكة تمثل أهمية كبيرة في العالمين العربي والإسلامي. وأكد معاليه أن الصين ترغب في تعزيز التعاون الثقافي مع المملكة، والرفع من مستواه نحو تحقيق آمال وتطلعات قيادتي البلدين، مشيراً إلى أنه يتطلع إلى زيارة الرياض لبحث دعم العلاقات الثقافية مع المملكة. وأوضح أن الشعب الصيني شغوف لمعرفة ثقافة الشعب السعودي، والتعرّف على موروثاته الفنية والشعبية. وأفصح الوزير الصيني، عن رغبته في زيارة الجناح السعودي، لمشاهدة ما يقدمه من مواد تجسد الثقافة العربية السعودية العريقة، موضحاً أهمية انعقاد الفعاليات السعودية الثقافية في بكين، نحو تعزيز الجانب الثقافي بين البلدين.