كم من الآلام أزالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود لأطفال في عمر الزهور, ابتلاهم الله بأمراض عضال, وبابتسامة راضية يرد على الألسنة التي تلهج بالدعاء له تشكره على حسن صنيعه بتكفله برعايتهم وذويهم على نفقته الخاصة. فهذه طفلة المملكة رفاء حديدي التي كانت تعاني من تشوه خلقي بأطرافها السفلية (تقوس بالقدمين وضمور بعضلات الساق وقصر بالأوتار) وتحتاج إلى تدخل جراحي سريع, أُجريت لها عمليتان جراحيتان بمستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة ولم توفق فيهما، فأمر خادم الحرمين الشريفين بعلاجها على نفقته الخاصة في الولاياتالمتحدةالأمريكية. كما مسح خادم الحرمين الشريفين دموع الطفل "ريان الجعيد" الذي كان يعاني من ورم بشفته العلوية منذ ولادته, وقد اعتذرت العديد من المستشفيات بالمملكة عن إجراء العملية له حيث أفادوا بأنها عملية معقدة وخطرة مما جعل "ريان" يعيش في حالة نفسية سيئة امتنع على أثرها من الذهاب إلى المدرسة, وانطوى على نفسه بالمنزل رافضاً الخروج منه مطلقا، ومع صدور التوجيه الكريم بعلاجه في كندا على نفقة الدولة, انقلب حاله وتبدل اليأس إلى أمل في غد أفضل. وحينما تفتح مراجع الرحمة والعطف, كان لا بد أن تصادفك الطفلة "سيرين" ابنة الثلاث أعوام التي كانت بحاجة إلى زراعة خلايا جذعية، ولأن والدها المقيم في المملكة غير سعودي، ومتزوج من سيدة سعودية، لم تجد الطفلة طريقها إلى غرفة العمليات بسهولة, ولم تمض دقائق قليلة من نشر تفاصيل مأساتها حتى أذاعت قناة العربية نبأً عاجلاً يفيد بأن خادم الحرمين الشريفين قرر علاجها على نفقته الخاصة، ليفرح الخبر جميع من تعاطفوا مع حالتها. ولهجت ألسنة أسرة الطفل "رايف" ذي السبعة أعوام بالدعاء للمليك على مكرمته بعلاج فلذتهم في ألمانيا على نفقة الدولة، مؤكدين أن التفاعل السريع مع حالة طفلهم ليس غريباً على الملك والوالد الذي عمَّ خيره أصقاع الدنيا. ولم يقتصر فيض المحبة والعطف على أبناء المملكة, بل امتد ليشمل زهور الوطن العربي الذين يئنون من فرط آلام ابتلوا بها في دنياهم, ولكن الله سخر الإنسانية متمثلة في رجل تحركه مشاعره الرءوم. ولا تنسى الطفلة المصرية "فريدة" المصابة بعيب خلقي في القلب والتي أسرع خادم الحرمين الشريفين بتلبية نداء والديها بالمساعدة عبر شاشات الفضائيات, وتكفل بعلاجها على نفقته الخاصة في إحدى مستشفيات المملكة وتسهيل إجراءات سفرها وعائلتها. وبرغم الاختلاف مع قائد ليبيا الراحل معمر القذافي, يذكر تاريخ الإنسانية, أن الملك لم يتأخر عن نداءات الطفلة الليبية "زهور ناجي" وفتحت المملكة أبوابها لأقدام الصغيرة المريضة في عام 2006, وأجريت لها سلسلة عمليات جراحية تصحيحية على مراحل في مدينة الملك عبد العزيز الطبية بالرياض, وتكللت بنجاح مؤقت استلزم ضرورة المتابعة في مركز طرابلس الطبي في العاصمة الليبية, وعادت إلى بلادها والفرح يسابق خطواتها, إلا أن القذافي عاقبها بالإهمال حتى الموت لعلاجها في المملكة. وعلى مرمى الأقطار العربية, ناداه الطفل الأردني "محمد المومني" المريض بسمنة مفرطة إذ تجاوز وزنه 250 كيلو جراما رغم أن عمره كان لا يتجاوز 12 سنة, ولبى الملك الإنسان النداء بتكفله بنفقة العلاج في أي مستشفى في العالم. وسيل الخير لا ينقطع عن المليك, فمن شبّ على شيء شاب عليه, وستحمل وسائل الإعلام أخبار معاناة الناس التي يسرع لها خادم الحرمين الشريفين ليمسح تلك الدموع المتساقطة بدفء الأبوة ورحمة الإنسانية.