انتهى حلم المونديال وخررج الأخضر من الباب الضيق في طريق التأهل للبرازيل .. انتهى الحلم بسقوط مرير ومؤلم في أرض الكانغارو الاسترالي.. انتهى حلم المونديال البرازيلي ولحق بمونديال جنوب افريقيا لكن هذه المرة كان الخروج أكثر إذلالاً وايلاماً ، كيف لا والأخضر السعودي تعود أن يكون في القمة دائماً. وها هو يهوي للخلف بكل سهولة وأمام منتخبات كان كل حلمه التعادل أو الخسارة بأقل أهداف أمام المنتخب السعودي. في مباراة الأمس.. كنا نظن أن الأخضر قادر على تسجيل حضور مغاير عن مشواره في السنوات القليلة الماضية.. كنا نعتقد ان وجود لاعبين يقدمون مع انديتهم مستويات عالية وبمدرب بسمعة وتاريخ الهولندي ريكارد ان يقف الأخضر نداً للاستراليين ويعود ببطاقة التأهل للدور الثاني ، خصوصاً أن الشوط الأول أنتهى للمنتخب السعودي بهدفين سجلهما سالم الدورسري وناصر الشمراني مقابل هدف استرالي سجله اليكس بروسك. لكن ماحدث في الشوط الثاني امر يدعو للغرابة والدهشة فالأخضر انهار تماماً في غضون أربع دقائق وتلقت شباك الحارس وليد عبد الله اربعة أهداف في الدقائق مابين 72 الى 76 ليفقد المنتخب حلمه ويخذل محبيه وعشاقه. السيد ريكاردو الذي قدم وجه للاخضر في الشوط الأول، لم يستطع ان يحافظ على هذا الوجه الجميل واكتفى بشوط واحد،ليتحول الى مشاهد في الشوط الثاني، مشاهد لضياع تركيز اللاعبين وتراجع ادائهم وعدم انضباطهم،بل زاد من الطين بله بتغيرات كانت سبباً في اضافة المزيد من التوهان والضياع رغم أن المنتخب الاسترالي لم يكن بذلك المنتخب خصوصا مع غياب اكثر نصف لاعبيه الاساسيين. الاخضر خسر برباعية وودع المونديال البرازيلي من المرحلة الأولى وذهبت البطاقة الثانية الى المنتخب العماني الذي تجاوز تايلاند بهدفين نظيفين. سيناريو المباراة أنطلقت المبارة وسط تحرك سعودي لفرض سيطرته وتناقل لاعبوه الكرة في منتصف الملعب لكن اسلوب الكنغارو الاسترالي الذي اعتمد على الدفاع جعل بداية المباراة تنحصر في كرات سعودية وسط الملعب دون خطورة حقيقية على مرمى الحارس الاسترالي، في الوقت الذي شكلت اولى هجمات الاستراليين خطورة بالغة وتمكنوا من هز الشباك لكن حكم الراية انقذ الاخضر باحتساب تسلل على هاربي كويل.واتضح أن الاخضر بحاجة الى حلول أكثر من نقل كرات ارضية فالتكتل الدفاعي الاسترالي لم يمنح أية فرصة للاخضر في ظل وجود مهاجم واحد هو ناصر الشمراني الذي اختفى بين ثلاثة مدافعين. هدف سعودي وفرضت المهارة السعودية نفسها وسجل النجم الصاعد سالم الدوسري اولى لمساته في المباراة عندما استلم كرة وراوغ مدافعين استراليين ثم سدد من خارج منطقة الجزاء كرة رائعة استقرت على يمين حارس استراليا العملاق شوارز هدف تفوق سعودي مستحق. الهدف السعودي حرك الاستراليين وجعلهم يخرجون من مناطقهم التي ظلوا فيها لأكثر من عشرين دقيقة، فأصبحوا يتناقلون الكرات ويحاولون الوصول لمرمى وليد عبد الله، في الوقتت الذي سجل صقور الاخضر بعض التراجع لكن كان تحرك اللاعبين سليماً والضغط على الخصم مطبقاً جيداً فكانت معظم الكرات الاسترالية تتكسر على اقدام الوسط السعودي سريعاً. ومضى نصف الساعة الاول بدون أية خطورة على مرمى وليد لكن الهجوم الاسترالي فرض سيطرته المطلقة بعد ذلك وسدد مهاجموه عدة كرات خطرة من خارج منطقة الجزاء لكن وليد عبد الله تصدى لها بنجاح . فيما غابت الهجمات السعودية تماماً وكان لتراجع الوسط السعودي دور في ذلك، رغم ان هذا التراجع لم يكن له مبرر. هدف تعادل لأستراليا وقبل أن ينتهي هذا الوشط وكنتيجة طبيعية للتراجع السعودي خطف اليكس بروسك التعادل لأستراليا من كرة ضرب فيها مصيدة التسلل ووضعها على يمين وليد هدفاً كان بإلامكان ان لا يسجل في مثل هذا الوقت. رد سريع للشمراني وعاد لاعبو الأخضر للتحرك بعد الهدف وسدد الشلهوب كرة علت العارضة. وقبل أن يلطق الحكم الكوري الجنوبي صافرته لينهي الشوط نظم مهاجمو الاخضر هجمة جميلة وصلت الكرة لحسن معاذ الذي لعب كرة عرضية ارضية خطفها الشمراني بتسديدة ارضية مخادعة في شباك شوارزر هدفاً سعودياً ثانياً انهى به حكم المباراة هذا الشوط بتفوق سعودي. الشوط الثاني بدأ هذا الشوط وسط رغبة استرالية في التعديل وسجل هاري كيول اولى الكرات الخطرة في هذا الشوط بتسديدة مرت من فوق المرمى الاخضر. ووضح أن الاستراليين يركزون على الجهة اليمنى لمنتخبنا مستفيدين من التقدم الدائم لحسن معاذ، وعاد تراوزي ليسدد كرة قوية امسكها وليد، ولاحت كرة أخرى لكويل داخل منطقة الجزاء لكن تسديدته اللافة مرت بجوار القائم. واتضح االارتباك الكبير للاعبي الاخضر فكثرت التمريرات الخاطئة وسوء التغطية، مما منح الاستراليين التقدم بقوة للامام وتهديد مرمى وليد. ووسط هذا الاداء غير المبرر مع وجود لاعبين لم يظهروا بمستوى جيد كالفريدي وتيسير الجاسم ، كان لزاماً على المدير الفني للاخضر السيد ريكارد التحرك واجرى تغييرات سريعة. وألغى الحكم المساعد هدفاً صحيحاً لاستراليا من رأسية للقائد فيل فشل وليد عبد الله في الامساك بها. وتحرك ريكارد بإجراء اول التغييرات بإدخال احمد عطيف بديلاً للفريدي الذي كان اقل اللاعبين اداءًً في المباراة. ولم يتغير شيء في احداث الشوط الثاني سيطرة استرالية مطلقة وسط تراجع سعودي تام إلا من كرات قليلة من هجمات يقوم بها حسن معاذ من الجهة اليمنى، وتحمل الدفاع السعودي خصوصاً قلبي الدفاع كامل الموسى واسامه هوساوي. وكاد الاخضر ان يضيف الثالث من كرة عرضية ارضية ارسلها معاذ للشمراني لعبها بطريقة غريبة خارج المرمى رغم وجوده داخل منطقة الستة. ومباشرة قام السيد ريكارد بأخراج الشمراني وادخال ياسر القحطاني في محاولة لتنشيط المنطقة الامامية. هدف تعادل لأستراليا لم تكد تمر دقيقة على فرصة الشمراني حتى رد كيويل بهدف تعادل لاسترالي من كرة عرضية ارضية لم يكن مراقباً وضعها داخل الشباك. هدف ثالث ورابع انهار الاداء الاخضر مباشرة بعد الهدف الثاني وكأن المباراة انتهت بالنسبة للاخضر وللمدرب فأضاف بروزسكي الهدف الثالث واتبعه ايمرتون بالهدف الرابع في غضون دقيقيتين وسط اداء باهت للاعبي الاخضر ولخط الدفاع. وحاول ريكارد انقاذ ما يمكن انقاذه بإشراك المهاجم نايف هزازي بديلاً للشلهوب. حسابياً انتهت المباراة وانتهى الحلم بمواصلة المشوار في طريق البرازيل فكانت دقائق المباراة بعد الهدف الرابع اشبه بحصة تدريبية استرالية رغم بعض المحاولات الخجولة من لاعبي الاخضر، الذين بدوا بلا حول ولا قوة، ورغم الهدوء الاسترالي إلا ان لاعبي الاخضر فشلوا في العودة الى المباراة رغم أن الهدف الرابع اتى قبل اكثر من 12 دقيقة من نهاية الشوط. وانقذ الحارس الاسترالي مرماه من هدف ثالث من قدم نايف هزازي في الدقيقة الاخيرة للشوط الثاني،ليطلق حكم المباراة نهايتها بفوز استرالي كبير برباعية،ومعلناً خروج الاخضر من التصفيات مبكراً وبانتظار مونديال روسيا بعد ستة أعوام. عمان × تايلاند تمكن المنتخب العماني من مرافقة نظيره الأُسترالي للتصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة لكأس العالم بالبرازيل 2014 وذلك بعد فوزه على ضيفه التايلاندي بهدفين نظيفين. واستغل العمانيون هزيمة المنتخب السعودي بأربعة أهداف مقابل هدفين في ملبورن أمام أستراليا ليحققوا فوزاً ثميناً تحقق بهدف حسين علي الحضري في الدقيقة العاشرة وعبدالعزيز المقبالي في الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع. الشوط الأول بدأ برغبة عمانية واضحة في انتزاع هدف التقدم وظهر ذلك جلياً في تحركات أحمد حديد وحسين الحضري خلف المهاجمين المزعجين عماد الحوسني وعبدالعزيز المقبالي لكن هجمات أصحاب الأرض لم ترقَ لدرجة الخطورة الكبيرة. لكن الهدف الأول لم يتأخر كثيراً، ففي الدقيقة العاشرة تمكن حسين الحضري من تسجيل هدف جميل بعد كرة طولية تسلمها المقبالي داخل منطقة الجزاء ببراعة وفتح زاوية للتمريرة ليلعبها عرضية أرضية تصل للحضري غير المراقب والذي وضعها بشكل جميل في الزاوية البعيدة للحارس على يساره فوقف لها الأخير إعجاباً وعجزاً. بدأت تايلاند في الرد بهجمات تركزت بشكل واضح على جبهة الظهير الأيمن لعمان عبدالله الميخايني لكن الدفاع بقيادة حسن مظفر تمكن من إبعاد عدة عرضيات خطيرة إلى بر الأمان. في الشوط الثاني بدا وأن العمانيين أكثر توتراً بعد استمرار تقدم الاخضر في الجانب الآخر بهدفين لهدف فانغلقت المباراة لكن التايلانديين اخترقوا الجبهة اليمنى التي شهدت غياباً للميخياني فحاول أحمد حديد تغطيته لكن لكن جيراوات ماكاروم راوغه داخل منطقة الجزاء وسدد كرة قوية خطيرة جداً ارتطمت بالقائم الأيمن القريب لعلي الحبسي لتضيع أخطر فرصة للمنتخب الأزرق القادم من جنوب شرق آسيا. وبعد أن انفجرت المدرجات فرحة بتعادل أستراليا ثم تقدمها ثم مضاعفتها للتقدم في دقائق مجنونة في ملبورن تفنن لاعبو عمان في إضاعة الفرص الواحدة تلو الأخرى فسدد الحوسني كرة ضعيفة أمسك بها الحارس ثم أضاع المقبالي فرصة خطيرة بعد أن سدد الكرة فوق العارضة من شبه انفراد وبعدها لم يستغل فوزي بشير تمريرة عرضية أتاحت له التسديد من داخل المنطقة بعد أن سددها في السماء. لكن تأكد التأهل في الدقيقة 91 جاء عن طريق المقبالي بنفس طريقة فرصته التي أضاعها تقريباً، فبعد تمريرة رائعة من فوزي بشير عكس اتجاه ركض كل مدافعي تايلاند، أحكم المقبالي تسديدته اليسارية فأطلقها من داخل منطقة الجزاء أرضية زاحفة صعبة على الحارس سكنت المرمى ليتأكد تأهل عمان في إنجاز كبير بالنظر لإنهائه للنصف الأول من التصفيات بنقطة وحيدة وذلك بعد أن رفع رصيده ل8 نقاط بينما توقف رصيد تايلاند عند 4 نقاط في المركز الأخير فيما حل الاخضر السعودي ثالثا ب6 نقاط وتصدر الأستراليون المجموعة الرابعة ب15 نقطة.