يستهل أتيليه جدة للفنون الجميلة نشاطه التشكيلي هذا الموسم بمعرض المكان للفنانين طه الصبان وعبدالله حماس وفهد الحجيلان ويستضيف المعرض أعمال الفنان المصري القدير شاكر المعداوي أحد رواد فن التصوير المائي في العالم العربي ,المعرض يقام يوم الأثنين 5 ذو القعدة 1432ه الموافق 3 أكتوبر 2011م ويستمر لمدة عشرة ايام ويقام علي هامشه ندوة بعنوان المكان في أعمال الفنانين وحول المعرض يري هشام قنديل أن المكان هو المكانة والموقع هو الموضع ليصبح معرض المكان بمكانة هؤلاء الفنانين الصبان وحماس والحجيلان والمعداوي الذين يستضيفهم اتيليه جدة في استهلاله لنشاطه هذا العام يبدأ بالمكانة التي يستحقها هؤلاء وممكا يجعل ويضيف لهذا المعرض مكانته هو استضافته لاعمال الراحل الكبير شاكر المعداوي كأول معرض لاعماله بعد رحليه منذ اقل من شهر حرصا منا علي مكانته التي يستحقها كرائد من رواد الرسم المائي في عالمنا العربي الكبير. ويضيف قنديل أن تأثير المكان يتجلي في اعمال الفنانين الأربعة فيظهر في أعمال الفنان طه الصبان ابن مكةالمكرمةوجدة من خلال لوحاته التي لا تخلوا أبدا من روح المدينة بمبانيها المعمارية القديمة وروحانيتها الإسلامية والبحر الذي يظهر كمفردة أساسية في أعماله ؟ ويتجلي أيضا في أعمال الفنان عبدالله حماس ابن مدينة ابها من خلال مناظرها الطبيعية الخلابة ومظاهر الحياة فيها والذي التي يتناولها حماس بشكل تجريدي ولا تخلو لوحة لحماس من تأثير هذه البيئة . أما في أعمال الفنان السعودي فهد الحجيلان فتظهر ملامح البيئة والطبيعة المصرية من خلال نشأته الأولى في مدينة بلبيس بمصر بعاداتها وتقاليدها وأسواقها وشعبياتها ومواوييل الفلاحين وهناك سطوة للمكان تظهر في أعمال الحجيلان بشكل تلقائي شاء أم أبى ويظهر تأثير البيئة والمكان في أعمال الفنان المصري القدير شاكر المعداوي ابن قرية معدية مهدي الساحرة التي تقع في قلب الدلتا بمصر حيث النيل الساحر والخضرة والنجيل والفلاحين البسطاء وعبقها وترابها ليقدم لنا لوحات انطباعية تنظق بصدق تلقائي بسحر وروعة المكان إنه الجانب الروحاني في الطبيعة ويبدو المكان كمن نراه في حلم أو خلوة صوفية. ونطرح هنا السؤال هل لو عاش الفنانون الأربعة في أماكن غير أماكنهم هل سيكون فنهم على هذا النحو ؟ أعتقد الإجابة بالطبع لا وبالتالي فطبيعي أن يكون للمكان دور البطولة في أعمال الفنانين الأربعة . ويضيف قنديل تحتاج القراءة الدقيقة لأعمال طه الصبان للإلمام بملامح وخصائص هذا الفنان المغرق في الاهتمام بالمكان الذي يأتي بمثابة المفتاح السحري للدخول إلى جزيرته الفنية المتفردة .. استطاع الصبان أن يستخلص ملامحه ولغته الخاصة ورؤيته الذاتية وقد جاءت أعماله الأخيرة نموذجا لهذا التجلي الأوفي لأنضج مراحله التي مر بها وتعتبر هذه المرحلة بحق أهم المراحل التي مر بها الفنان في خصوبتها وتدفقها ورسوخها ومازال الصبان يعيد تركيب هويته وانتماءاته ومفرداته مستحضرا جذوره القديمة دون الوقوع هذه المرة في أسر الخطاب المباشر بالرغم من بعض الملامح العبثية المتسربة إلى عناصر لوحاته إلا أنه حقق بالفعل درجة من النضج الفني سواء في التكنيك أو المضمون فلدى صبان قدرة عالية على استيعاب مظاهر الوجود متطلعا إلى التجريد الفكري دون أن يغوص في التعبير المباشر في رحلة مديدة وممتدة من الإبداع المتميز.. والتفرد الواضح يدهشك طه الصبان بالمزج بين عنصرين في ثنائية فريدة، فالسنوات زادته خبرة ورسوخاً وتمكناً أكثر من أداواته، لكنها زادته أيضاً حيوية مدهشة. وعن تجربة حماس يري قنديل "اللون" مفتاح شخصية حماس الفنان وكنزه المختفي، عبدالله حماس يمتلك قدرة هائلة على استنطاق اللون واللعب بمهارة كبيرة في استخدامه وتطويعه ليقول الكثير تارة بالتناقض الصارخ؛ وأخرى بانسيابية هارمونية مبدعة؛ وثالثة بالتمازج المحسوب البعيد عن التمويه والمغامرة، ثم مهارة فائقة في السيطرة على قارئ اللوحة واقتياده إلى حيث يريد حماس أن ينقلك فتدخل معه إلى عوالم أخرى لا ضجيج فيها ولا تشويش ولا زخرفاً مبتذلاً .. فهو يختار بعناية تامة اللحظات الفريدة لسمو النفس البشرية ونقائها بالعودة إلى فطرتها السليمة واستكناه طبيعتها في منابعها الصافية بلا بهرجة ولا ثرثرة تفضى إلى لا شيء .. هذا هو الريف بكل سحره في عسير.. وذلك هو عالم القرية الدافئ والوضاء .. وحماس يفيض بيديه على كل لحظات المشقة بروحانيتها وبالإغراق في تفاصيل مواسم العمل والأفراح في آن واحد، ذلك أن السعادة في القرية مرتبطة بإنجاز شيء يدعو للفرح، أعادني حماس إلى (رملة الأنجب) قريتي بدلتا مصر.. بكل خصوبة أرضها وببكارة مشاعر أهلها وأصر على أن أعيش معه مواسم الحصاد حتى كدت أسمع صليل المناجل تضم محصول القمح .. ووقع الفؤوس بضرب بطن الأرض وتأبى إلا أن تمهدها بخيرات وقريب لا ريب فيه .. أدخلني كتّاب سيدنا الشيخ إبراهيم عزب -يرحمه الله- .