تبدأ في 23 سبتمبر الجاري في بيروت عروض فيلم "هلأ لوين" للمخرجة اللبنانية نادين لبكي، وهو فيلم يركز بحسب المخرجة على ابراز "عبثية الحرب" الأهلية التي شهدها لبنان بين العامين 1975 و1990، لكن لبكي تخوفت من ان تثير بعض مشاهد في الفيلم حفيظة "بعض الجهات المتعصبة دينيا"، رغم عدم اعتراض أجهزة الرقابة الرسمية على أي منها. ويتناول "هلأ لوين" قصة صديقات مسيحيات ومسلمات من قرية لبنانية واحدة، يتجاور فيها المسجد مع الكنيسة، يحاولن بكل الوسائل منع تجدد الحرب في قريتهن. وتسعى الصديقات بطرق مبتكرة الى ابعاد الانقسامات الدينية عن القرية، لكي يدفن أهلها خلافاتهم الطائفية ولا يحملوا السلاح مجددا بعضهم ضد بعض. واعربت لبكي امام جمهور من الصحافيين في سينما "امبير صوفيل"، عن سعادتها الكبيرة بعرض فيلمها للمرة الاولى في لبنان، بعد أن عرض ضمن عروض "نظرة ما" في إطار الدورة الرابعة والستين لمهرجان "كان" الفرنسي. ونال الفيلم "جائزة فرنسوا شاليه 2011" في فئة "أفضل فيلم روائي طويل"، بالإضافة إلى "تنويه" من لجنة تحكيم جائزة أوكومينيك".وتؤدي لبكي دورا تمثيليا ايضا في فيلمها، الى جانب عدد من الممثلين معظمهم من غير المحترفين، تماما كما في فيلمها الروائي الأول "سكر بنات". واذ املت لبكي في ان يحب الجمهور اللبناني الفيلم، لاحظت أن "ثمة احداث مؤسفة دفعت بالناس في لبنان الى حمل السلاح والنزول الى الشارع". وقالت "هذا الامر جعلنا، رودني حداد وجهاد حجيلي وأنا، نكتب هذا الفيلم. ربما لو لم اكن اما ولم يكن لدي شعور الامومة، لما كنت عالجت هذا الموضوع، ولما اصريت على معالجته وبهذه الطريقة". وأضافت "ربما لن يغير هذا الفيلم شيئا، لكني آمل في ان يجعلنا نفكر قليلا بعبثية الحرب، والناس الذين تركونا".وأكدت لبكي لوكالة فرانس برس أن الفيلم مر على الدوائر الحكومية المختصة بالرقابة ولم يواجه أي اعتراض. وقالت "بالفعل كانت الرقابة متعاونة كثيرا، لكني قد اخشى من ردات فعل بعض الجهات المتعصبة دينيا على بعض المشاهد".وغالبا ما كانت أجهزة الرقابة في لبنان تقتطع مشاهد من الافلام التي تعالج مواضيع سياسية أو تتطرق الى مسائل طائفية حساسة أو لا تجيز عرضها، خشية تسببها ب"اثارة النعرات الطائفية"، بحسب التبرير الذي يعطى عادة لمثل هذه الاجراءات. من جهته قال رودني حداد الذي شارك في كتابة سيناريو "هلأ لوين" لوكالة فرانس برس "افضل ما يمكن أن يحدث للفيلم هو ان يثير جدلا. لان الفيلم اصلا قائم على فكرة جدلية". واضاف "ما يميز السيناريو هو أننا نكتب كما نتكلم، بعيدا من الثرثرة".ورأى حداد أن "هلأ لوين" "قد يستفز المشاهد ويصدمه قليلا، والجانب السياسي موجود فيه بدرجة أكبر" من "سكر بنات"، فيلم لبكي الروائي الأول.