يقدم فيلم " وهلا لوين؟" ( الآن إلى أين؟)* للمخرجة نادين لبكي، وهو فيلم كتب قصته وسيناريوه معها جهاد حجيلي ورودني الحداد، وتخطى مبيع تذاكره كل الأفلام اللبنانية منذ بدايتها 1929 بواقع 21445 تذكرة، سؤال في بطنه سؤال آخر : ماذا لو كنت الآخر؟، وهل تقتله ؟، وهل غريزة العنف ذكورية ؟، وهل غريزة السلام أنثوية؟. ماذا لو كنت ذلك الآخر الذي ليس أنت أو ذاك، وحكم الشرط الجغرافي والتاريخي عليكما العيش معاً، فهل تقتل شريك الوطن والمستقبل؟. إنه من أهم الأسئلة التي تثيرها لبكي بأن الحرب عبث ! بل إن كل مقدمات الحرب هي عبث أعمى، الكراهية والحقد، والعداء والاعتداء، والتحريض والقتل. وقد بني الفيلم على خلفية المشهد التاريخي في أوائل شهر مايو 2008 عندما تحول الإضراب العمالي إلى "عملية عسكرية نفذتها قوى المعارضة في بيروت وبعض مناطق الجبل أسفرت عن محاصرة القيادات السياسية لقوى «14 آذار» في بيروت ومقر رئاسة الحكومة والسيطرة بالنار على شوارع العاصمة"(عباس، الشرق الأوسط، 2009). ولم تقف أحداث ذلك العام التي آذنت بحرب محتملة ذات مرتكز طائفي من داخل الديانة الواحدة أي بين كانت لبنان تمور بحروب إسلامية- إسلامية، ومسيحية- مسيحية بل توالت عمليات اغتيال سياسي واسعة تمثلت في اغتيال ضابط الأمن الداخلي وسام عيد، والقائد العسكري والأمني لحزب الله عماد مغنية، وعضو الحزب الديمقراطي اللبناني صالح العريضي، واشتباكات عسكرية وأمنية عدة. بدأت قصة الفيلم من حكاية صغيرة في ذهن لبكي هي مشهد لأم تطلق النار لتصيب قدم ابنها لتمنعه من حمل السلاح ضد جيرانه الآخرين –أي المختلفين بالديانة-، وتطورت الحكاية عبر صياغات قصة الفيلم وكتابة السيناريو المشترك بين لبكي وحجيلي والحداد. فقد رفعت القصة دور المرأة لتفادي الحرب وتعليم الرجال أن الحرب عبث! قرية جبلية تركت الحرب الأهلية آثاراً أبرزها شواهد المقبرة، وتتكون من طائفتين مسلمة ومسيحية، ويأتي المحرض الإعلامي عبر تسريب خبر اشتباك طائفي تحولت بسببه القرية إلى مسرح مفتوح لحرب بدأت بالتوهم حين كسر أحد شبابها صليب الكنيسة بالخطأ لنزعه سلك كهرباء السماعة لتوصيلها بالتلفزيون الذي وضعوه خارجها كما لو كانت سينما وأثارت الغضب المسيحي ضد المسلم ثم أطبق الغضب حين دخلت بالمصادفة ماشية الراعي إلى المسجد وعبثها به رغم أن مسلمة من القرية تعيد جبر تمثال العذراء بينما تشارك نساء القرية مسيحيات ومسلمات في تنظيف المسجد. وسنرى ماذا سيحدث لابن تقلا ؟