قُدِّر لي خيراً أن تابعت الفيلم اللبناني (وهلأ لوين) وهو الفيلم الروائي الثاني للمخرجة اللبنانية المتميزة نادين لبكي بعد فيلمها الثورة (سكر بنات). فيلم (وهلأ لوين) يحكي قصة قرية نائية لم تصلها ثورة الاتصالات، وأهلها خليط من عائلات مسلمة ومسيحية يعيشون في تآخ وتآلف، حتى جاء اليوم الذي أهدى فيه مختار القرية الأهالي لاقطاً للبث التلفزيوني لمناسبة الألفية الثانية. القرية تعيش في ترابط كبير دون أية مشاكل منذ سنوات طويلة، لكن اللاقط الفضائي (الهدية) استطاع أن يحوِّل أهل القرية إلى أعداء خلال ساعات لأنه نقل لهم أخبار الحرب الطائفية بين المسلمين والمسيحيين خلال فترة ماضية. فيلم (وهلأ لوين) الذي عرض للمرة الأولى في مهرجان كان السينمائي ضمن برنامج (نظرة ما) شعرت حين مشاهدته أن لدى مخرجته نادين لبكي مشكلة مع الرجال حيث جعلتهم سبب التوتر الطائفي بينما نساء القرية اتحدت أفكارهن ورغبتهن في نزع فتيل الخلاف فطفقن بحثاً عن حلول لمعالجة هذه (المصيبة) التي حلَّت بهن من تحطيم التلفاز مروراً بإحضار راقصات من أوروبا الشرقية لإلهاء الرجال عن التخطيط لتصعيد الخلاف ودسّ الحشيشة في الكعك والمخدر في العصائر حتى يجتمع أهل القرية التي كادت أن تدمرها أخبار الاقتتال الطائفي. لا أود استعراض بقية مشاهد الفيلم وأحداثه رغم مرور نحو عام على إطلاقه، لكنني معجب تماماً بهذا السّرد الرائع للقصة والتناسق في الأحداث والسيناريو الذي يجعلك في حيرة بين البكاء والضحك. الفيلم فكرته ذكية وحركة الكاميرا فيه لا تقل ذكاء، كما أن الممثلين المشاركين كان كل واحد منهم متقناً لدوره وشخصيته، كما أن الموسيقى التصويرية كانت (حكاية) أخرى. نادين لبكي مشروع مخرج عربي بمواصفات عالمية، لا نزيد من تألقها عالمياً إلا تصفيقاً، رغم أنني أشعر بأن لديها وجهة نظر (سلبية) ضد الرجل، وهذا ما لمسته في فيلميها (سكر بنات) و(هلأ لوين) اللذين تجاوزا كثيراً من الأفلام العربية (المقيتة). [email protected] twitter: @mohadqahtani