نادين لبكي عادل كرم أنجو ريحان جهاد حجيلي رودني الحداد. نادين لبكي جهاد حجيلي رودني الحداد. تمثيل:سيناريو:إخراج: نادين لبكي النوع: دراما اجتماعية تستعير المخرجة اللبنانية «نادين لبكي» في فيلمها الجديد «وهلق لوين» أجواء لبنان بتنوعه الطائفي وانقساماته، من دون أن تسمي المكان حتى تتخذ الأحداث طابعا إنسانيا ورسالة عامة، ومن خلال ذلك يحاول الفيلم وضع حلول لقضية الصراع الطائفي في العالم العربي، عن طريق اللجوء إلى بعض الحيل الطريفة. ومن خلال حلول نسائية بعضها فنتازي، اتفقت سيدات القرية على وأد الفتنة، وفك الاشتباك المشتعل بين رجالهن، حتى يؤكد الجميع أن الأديان من عند الله، وأن جميع البشر متساوون. ففي المشهد الأول تظهر مجموعة من النساء، مسيحيات ومسلمات، يرتدين السواد ويتمايلن على دقات الطبول والموسيقى الحزينة، وتشتركن معا في تشييع جثمان أحد أبناء القرية. وهذا المشهد التعبيري تتلخص رسالة الفيلم، في أنه إذا كان الرجال عجزوا عن كبح جماح ذلك العنف والتطرف فإن النساء هن الأقدر والأكثر رغبة في وقف نزيف الدم، ومنع تفاقم الموقف حفاظا على أزواجهن وأبنائهن. وهكذا تتفتق العقول النسائية عن مجموعة من الحلول الطريفة، أولها عندما تقوم نساء القرية باستئجار «راقصات روسيات» من المدينة في تمثيلية مفتعلة لكي يقمن في منازل القرية بعد أن تقطعت بهن السبل، وبالتالي يبقين الرجال بعيدا عن الاقتتال. وعندما تفشل هذه الحيلة، تلجأ نساء القرية من المسلمات والمسيحيات إلى عمل كمية كبيرة من الشطائر والفطائر والحلوى للرجال، بعد حشوها بالحشيش والعقاقير المخدرة، لمنعهم من التدخل في الموقف الطائفي المشتعل خارج القرية والمهدد بالانتقال إليها، وعندما تفشل حيلة الفطائر أيضا، تحاول النسوة ابتكار أفكار طريفة أخرى. ويعد فيلم «وهلق لوين» وهو الفيلم الروائي الثاني ل«لبكي»، أكبر إنتاج في تاريخ السينما اللبنانية ما بعد الحرب، إذ بلغت كلفة إنتاجه أربعة ملايين يورو، وأنجز في وقت قياسي حتى يشترك في مهرجان «كان» لهذا العام، فكان الفيلم العربي الوحيد. وبالرغم من فكرة الفيلم النبيلة، إلا أنه جاء ضعيف البناء من حيث القصة وحبكتها، وتصاعد الأحداث ونمو الشخصيات، بل اعتمد على الرقصات والأغاني من قبل المخرجة التي برعت في تصوير كليبات الأغاني في لبنان طوال أعوام. لكن هذا الضعف لم يمنع لجنة النحكيم في «كان» من منح الفيلم جائزة «فرانسوا شاليه» التي تعطى كل عام لأفضل عمل روائي طويل، تقديرا لإبداع المؤلفين في إبراز حقيقة عالمية.