بدد الاستقبال الحافل الذي لقيه الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في الهند وابرامه اتفاقيات في ميدان الطاقة النووية المدنية وتطوير طائرة مقاتلة اسرع من الصوت تنافس طائرة امريكية مقاتلة لا يرصدها الرادار مخاوف موسكو من أن حليفتها خلال الحرب الباردة قد تحولت الى الغرب. وقال رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ الذي استضاف خلال أشهر معدودة زعماء كل من بريطانيا والولاياتالمتحدة وفرنسا والصين اضافة الى روسيا وكلها دول دائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للامم المتحدة ان "روسيا صديقة للهند اختبرت على مر الزمن"وذلك في بداية زيارة ميدفيديف لبلاده يوم الثلاثاء والتي تستغرق يومين. ولا تزال روسيا الشريك الاقتصادي والسياسي الوثيق للهند منذ أيام الاتحاد السوفيتي السابق واحتكرت السوق الهندية للسلاح طوال عقود من الزمن لكن نيودلهي تريد ان تقلص اعتمادها على دولة واحدة حتى يعكس ذلك نفوذها المتنامي على الساحة الدولية. وقالت صحيفة انديان اكسبريس في افتتاحية يوم الاربعاء " فعل الرئيس ديمتري ميدفيديف خيرا بتبديد الشكوك في ان العلاقات الهندية الروسية فقدت زخمها مع الدفء الجديد الذي خيم على علاقات الهند مع الولاياتالمتحدة والغرب." ويقضي ميدفيديف يومه الثاني والأخير في زيارة تاج محل في أجرا ومومباي العاصمة المالية للهند. وتشمل زيارة ميدفيديف لمومباي مركز صناعة السينما الهندية (بوليوود). وألقى ميدفيديف بثقله وراء مسعى الهند للحصول على مقعد دائم في مجلس الامن في اعقاب دعوات مماثلة من واشنطن وباريس وذلك بعد توسيع نطاق العضوية الدائمة فيه حتى تعكس القوة المتنامية للاقتصادات الصاعدة. وتقول الهند ان حصولها على مقعد في مجلس الأمن سيعكس أهمية الدولة العضو في مجموعة العشرين في وقت يساعد فيه اقتصادها البالغ حجمه 1.3 تريليون دولار في تحفيز الاقتصاد العالمي وتمارس فيه حكومتها نفوذا اكثر واكثر في قضايا من محادثات الدوحة التجارية الى محادثات المناخ. وتشعر روسيا بعدم الارتياح من تنامي علاقات الهند مع الولاياتالمتحدة التي اكدها اتفاق تاريخي في مجال الطاقة النووية.