المدينة المنورة - بخيت طالع - جازي الشريف - عبد الله قاضي - تصوير : إبراهيم بركات : أنهى المؤتمر العالمي الأول عن جهود المملكة العربية السعودية في خدمة القضايا الإسلامية أعماله الأثنين بعقد ثلاث جلسات أصدر بعدها بيانه الختامي. وقد واصل المؤتمر الذي تنظمه الجامعة الإسلامية بالتعاون مع دارة الملك عبدالعزيز امس الاول فعاليات اليوم الثاني واستمر المشاركون في طرح بحوثهم في المحور الثاني الذي جاء بعنوان " جهود المملكة في خدمة قضايا المسلمين في العالم" والمحور الثالث بعنوان "جهود المملكة في دعم المنظمات والجمعيات والجامعات العربية والإسلامية" والمحور الرابع الذي يبحث "جهود المملكة في خدمة القضايا الثقافية الإسلامية والتعريف بالإسلام ". وأثرى المشاركون الجلسة الثانية بنقاشات حول البحوث المطروحة التي تركزت حول جهود المملكة في دعم قضايا المسلمين في العالم، إذ أيّد الدكتور محمد النجيمي أستاذ الأنظمة بكلية الشريعة بالجامعة والباحثَ العراقي الدكتور أحمد الجنابي على بيانة الموقف الصحيح لعلماء المملكة عما يجري في العراق وخصوصاً أن هناك من يشكّك في دورهم ويصفه بالسلبي , مؤكّدين أن موقفهم اتصف دائماً بالرصانة والدقة والحياد التام سواء في ما يجري في العراق أو غيرها. ودعا الدكتور عبدالله بن صالح العثيمين الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية في مداخلته إلى استنهاض المسلمين لإنقاذ الأقصى من التهويد كما أشاد بوقوف المملكة مع الشعب الجزائري إبّان الاستعمار وتحدُّثها عنه رسميًّا حتى نال استقلاله. وفي مداخلة للدكتور أحمد بن عمر الزيلعي قال "إن المملكة كان لها دور فاعل في تخفيف الحظر الذي كان مفروضاً على الجماهيرية الليبية حين استقبل الحجاج الليبيين معلل ذلك بأن الحج حالة خاصة ولا يمكن منع المسلمين منه بأي وسيلة " , وهو ما أيّده الباحثُ المغربي الدكتور إدريس لكريتي الذي قال "إن موقف المملكة هذا كان مدخلاً شجّع كثيراً من الدول لكسر هذا الحظر مثل جنوب أفريقيا وهو ما مهد الأجواء للرفع الكلي لهذا الحظر فيما بعد" . وفي الجلسة الثالثة اعترض الباحث عبدالله الشمري على الأسلوب الذي اتخذته الجامعة الإسلامية في قراءة البحوث وعرضها نيابة عن الباحثين في المؤتمر , مؤكداً أن الباحث قد يكون لديه خبرات علمية وشخصية وسياسية تضيف على ما كتبه في البحث، وهو الاعتراض الذي أجاب عنه الأستاذ الدكتور عيد بن سفر الحجيلي وكيل الجامعة للدارسات العليا بأن الجامعة لم تقدم على هذا النهج إلا بعد دراسة ونظر، وهي تلبي رغبة جميع المشاركين في تقديم اختصارات بحوثهم، التي فاقت المائة بحث، مشيراً إلى هذه الطريقة وجدت معارضة من قبل باحثين في مؤتمرات سابقة إلا أنها أغلبهم بحسب الحجيلي أعجبوا بها، خصوصاً وأنه يُتاح للباحثين فرصة للإضافة والإجابة على الأسئلة والمداخلات المتعلقة بموضوع بحثهم. وخالف الباحث ناصر الأسمري ما ذهب إليه الشهري وبين أن الجامعة الإسلامية ابتكرت طريقة نقلة جديدة ونوعية في عالم الأكاديميا في اختصار الوقت والبحث. وأشاد الدكتور درادكة من تركيا بدور المتطوعين السعوديين في الحرب مع إسرائيل منذ عام 1946م، مفيدا أن عدد المتطوعون وصل عددهم في الرياض وحدها (2000) متطوع.. من جانبه أكد الدكتور محمد الرحيلي من جامعة الشارقة أن موضوع الأقليات المسلمة موضوع خطير وحساس ومهم جدًّا وعدد المسلمين في بلاد الأقليات يتجاوز 700 مليون مسلم، وأكثرهم من أهل تلك البلاد الأصليين، بل هي أكثرية في بعض البلاد ولكن المحتل سلم السلطة لغير المسلم ليتحكم في المسلمين فصاروا أقلية، وجهود المملكة في رعاية الأقليات جهود تذكر فتشكر. وفي رد على مداخلة بعض الحضور ذكر الدكتور القحطاني أنه كان هنا بوناً شاسعاً بين شخصية روزفلت و تورمان، أما روزفلت فقد كان منصفاً مع القضية الفلسطينية إلى حد ما ومتضامناً مع الملك عبد العزيز، وأما تورمان فوقوفه مع الجانب الصهيوني كان واضحاً جدًّا، وأن بريطانيا تتحمل مسؤولية كبيرة في ضياع فلسطين. وأشار الدكتور عبدالغني زهرة أن الثمار تولد ثماراً، وأن من ثمار جهود المملكة مفتي المسلمين في أوغندا حيث ثقفته المملكة خرجته في جامعتها فصار أكبر رمز لوحدة المسلمين هناك، مع أن الأعداء يركزون على تشويه سمعة حكامها وعلمائها لدى الشعب، ولكن جهود المملكة في تثقيف أبناء أوغندا وقفت في وجوههم. وبرزت بحوث الجلسة الرابعة في القضية الفلسطينية وخدمة الحجاج والحوار لمؤتمر جهود المملكة في خدمة القضايا الإسلامية حيث اختلفت البحوث وتنوعت الجنسيات في الجلسة إلا أن الجميع اتفقوا خلال بحوثهم على القضية الفلسطينية وخدمة الحجاج وجهودها في التشجيع على الحوار . وتمثلت الجلسة التي ترأسها رئيس المحكمة الإدارية في المدينةالمنورة الدكتور محمد بن عبدالقادر شيبة الحمد وشارك فيها 11 باحث من سوريا وتركيا والأردن ومصر والسعودية على عدد من البحوث جميعها أبرزت الجهود التي تقدمها المملكة في خدمة القضايا الإسلامية . وأجمع رئيس جامعة الأزهر الأسبق الدكتور أحمد عمر هاشم والأستاذ الدكتور عادل بن علي الشدي خلال مداخلتهما في الجلسة على الجهود التي قدمتها المملكة في قضية نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم والأليات والإعدادات والجوائز التي برزت في هذا الجانب. في حين دعا الدكتور هاشم إلى تشجيع الأبناء لتقديم صورة كبرى عن الإسلام وعن الرسول والعمل على الغرس في نفوسهم , مطالبا الجميع بعدم التحاور مع بعضهم البعض في هذا الجانب بل على الجميع أن يظهر هذا التحاور أمام العالم كي يتمكنوا من الحد من التطاول على هذا الدين الحنيف وعلى خاتم الأنبياء . في حين دعا الدكتور الشدي إلى تطبيق المشروع السعودي لنصرة الرسول خلال 50 عاما القادمة يقوم على اختيار نخبة من رجال الدين والباحثين وإعداد الدراسة والتخطيط والبدء الفعلي في التطبيق . إلا أن أحد المشاركين طالب بإقامة مركز معلومات ودراسات عن جهود المملكة في خدمة القضايا الإسلامية ليسهل على الباحثين سرعة الوصول إلى أي معلومة يرغبون الوصول إليها خلال بحثهم وإعدادهم . فيما تمثلت مداخلة الدكتورة فاتن حلواني بجامعة الملك عبدالعزيز أن يكون هناك إفراد لجهود المملكة في خدمة القضايا الإسلامية كل ملك من ملوك المملكة على حده , مطالبة بتسليط الضوء على عهد الملك فيصل - رحمة الله - والحكمة الفيصلية وجهوده - رحمه الله - آنذاك في خدمة قضايا المسلمين وخصوصاً قضية فلسطين ومواقفه والذي يستحق أن يدون بماء الذهب ليكون خالدا على مدى الدهور . وتساءلت الإعلامية أمينة الفتاوي خلال مداخلتها عن مدى تمكن المؤتمر من عكس دور المرأة في التواصل ودعم هذه الجهود والقضايا الإسلامية . وأبلغ رئيس الجلسة الخامسة في المؤتمر الدكتور عبدالعزيز بن سعود العنزي الباحثين المشاركين في الجلسة بوفاة زميلهم في بداية الجلسة وظل مقعده خالياً, إلا أن بحثه الذي حمل عنوان "المنح الدراسية المقدمة من المملكة العربية السعودية للطلاب المسلمين في الجامعات" لم يغب حيث أخذ دوره ضمن قائمة الأبحاث المدرجة في الجلسة . وخلال الجلسة أكد أمين عام الندوة العالمية للشباب الإسلامي انحسار الدور السعودي في المجال الإغاثي الإنساني والاجتماعي خلال التسع سنوات الماضية, وبين أن أحداث 11 سبتمبر ألقت بظلالها على الجهود التي كانت تبذلها المملكة في كافة أقطار العالم وأنها شهدت تراجعاً شديداً. وأضاف الناس يريدون المملكة ويعترفون بألسنتهم بدورها وجهودها, ونحن نريد أن نقف وقفة شجاعة ونقول ما الذي جرى فأعداءنا يريدون أن نوقف مشروعنا ولكن الأصدقاء أيضاً يطلبون أن يستمر هذا المشروع الإنساني الإغاثي" . من جانبه امتدح الدكتور عبدالمهيمن محمد من جمهورية النيجر الدور السعودي في العمل الإغاثي والإنساني لشعوب أفريقيا , وقال تعقيباً على بحثه عن "دور الندوة العالمية للشباب الإسلامي في هذا الجانب " أتحدث باسم أفريقيا نعترف بحجم الدور الذي تقدمه المملكة لشعوب أفريقيا ولايمكن لأحد إنكاره , وبقدر أهمية هذا الدعم الإغاثي إلا أننا نحتاج إلى دعم في المجال التربوي والتعليمي يوازي الدعم الإنساني والإغاثي لدول وشعوب أفريقيا المسلمة . فيما عرج الباحث البحريني عبدالله بن خميس السليطي على حجم الدعم السعودية للبنك الإسلامي للتنمية وقال "قدمت المملكة تسهيلات ومساعدات فنية منذ إنشاء البنك فقد بلغ حجم التمويل التراكمي الذي قدمته السعودية للبنك الإسلامي للتنمية منذ تأسيسه حتى العام 1428ه 51 مليار دولار أمريكي, فيما بلغت مساهمة المملكة في 25 في المائة من رأس مال البنك عند صدور قرار إنشاءه . وأضاف السليطي دعمت المملكة حماية واستقلالية للبنك في مزاولة عمله وفتح الحسابات دون أخذ موافقات رسمية وساهمت في إيجاد حصانات وإعفاءات جمركية لمنسوبي البنك, واحتضنت مقره , وقدمت امتيازات بيع وشراء سندات الهدي والأضاحي للبنك دعماً لمسيرته وللعمل التنموي والإنساني للشعوب الإسلامية . فيما أشار الدكتور عدنان خليل باشا بأن المملكة أسقطت ديونها لدى 11 دولة إسلامية بمبلغ يفوق 6 مليارات دولار أمريكي دعماً لاقتصادات تلك الدول, فيما استفادت 73 دولة في مختلف أنحاء العالم من المساعدات السعودية في مجالات إنسانية وتعليمية وتدريبية قدمتها هيئات ومؤسسات إسلامية ترعاها المملكة, مؤكداً بأن الدور السعودي الإغاثي الذي يقوده حالياً خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - يتولى تقديم العون والمساعدة عربياً وإقليمياً ودولياً ويتميز بسرعة الاستجابة للأزمات وانعدام الشروط السياسية والمصالح الخفية . ولفت عدنان باشا من هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بأن منظمة الأممالمتحدة أصدرت أخيراً تقريراً أكدت خلاله على أهمية الدور الذي تضطلع به المملكة في كافة أقطار العالم, وأشارت خلاله المنظمة الدولية بأن المملكة قدمت ما مقداره (1.9) في المائة من إجمالي دخلها القومي العام الماضي كمساعدات إنسانية وإغاثية للدول والشعوب الإسلامية في كافة أنحاء العالم, متقدمة بذلك على كل دول العالم بما فيها الولاياتالمتحدةالأمريكية . وسيختتم المؤتمر جلساته بعقد ثلاث جلسات كما سيصدر في جلسته الختامية التوصيات آلت تمخض عنها المؤتمر .