نوقشت مؤخرا إحدى الدراسات الاستطلاعية التي يشرف عليها كرسي الأميرة صيتة بنت عبد العزيز لأبحاث الأسرة في مرحلة الماجستير والتي كانت بعنوان ”اتجاهات المرأة السعودية العاملة نحو زواج المسيار”. الدراسة كانت عبارة عن رسالة ماجستير من إعداد الطالبة في قسم الدراسات الاجتماعية أسماء بنت إبراهيم الصبار وإشراف الدكتور جبرين علي الجبرين المشرف على الكرسي، وشارك في المناقشة كل من الأستاذ الدكتور إبراهيم محمد العبيدي والأستاذ الدكتور عصام عبد الرازق. حيث أجريت هذه الدراسة على 304 من النساء السعوديات العاملات في القطاع الصحي والتعليمي في مدينة الرياض بهدف معرفة طبيعة اتجاهات المرأة السعودية العاملة نحو زواج المسيار، وذلك من خلال تقصي العلاقة بين اتجاهات المرأة السعودية العاملة نحو هذا النوع من الزواج ومجموعة من المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية.ولقد توصلت الدراسة إلى وجود اتجاهات سلبية لدى المبحوثات من النساء نحو هذا النوع من الزواج حيث يرى غالبية النساء وبنسبة 88% أن زواج المسيار ينتج عنه آثار سلبية على المرأة. ويرى 83% أن المرأة في هذا الزواج عرضة للطلاق أكثر من الزواج العادي. فضلا عن كونه زواجا لتلبية رغبات الرجل دون تحمل أي مسؤولية تجاه المرأة بنسبة بلغت 85%. ويوافق غالبية النساء العاملات على أن هذا النوع من الزواج لا يتحقق فيه العدل بين الزوجات بنسبة بلغت 82 %. وأكد 74% أنه يشكل خطراً على بناء الأسرة. ويعتقد 66% أنه يحمل إهانة لكرامة المرأة وضياعا لحقوقها. وبناء على نظرة النساء السلبية لزواج المسيار فإن48% من المبحوثات أن يقضين الحياة بدون زواج على القبول بزواج المسيار. وعلى الرغم من أن الاتجاهات كانت سلبية بشكل عام إلا أنه اتضح من خلال الدراسة أن هناك جوانب لم ينظر إليها بسلبية فيرى 56% من النساء أن تقدم المرأة في العمر بدون زواج سبباً لقبولها بزواج المسيار. في حين أن 45% يعتقدن أن سهولة زواج المسيار تشجع النساء على قبوله. إضافة إلى أن هدف بعض النساء من القبول بزواج المسيار هو عدم الالتزام بمتطلبات الزواج الحقيقي وبنسبة 46%. ويعترف 40% من المبحوثات بأن القنوات الفضائية ومواقع الانترنت ساهمت في تقبل النساء لفكرته، وان الاستقلال المادي للمرأة وخروجها للعمل ساهم في تقبلها لفكرة زواج المسيار بنسبة بلغت 47%.. وعند سؤال المبحوثات عن أبرز سلبيات زواج المسيار اتضح أن ضياع حقوق المرأة وإهانة كرامتها هي الأبرز إضافة إلى عدم وجود الأمان والمودة والاستقرار للزوجة، وأن الأطفال لا يكون لهم حقوق. أما أبرز الايجابيات فتمثلت في أنه يسهم في التقليل من العنوسة. ويكون سببا لعدم كثرة الفساد والفتنة والرذيلة في المجتمع. ويمثل فرصة للمرأة للإنجاب في وقت متأخر.ولقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من التوصيات تتمثل في ضرورة نشر الوعي المجتمعي عن الآثار التي قد تنجم عن انحراف زواج المسيار عن أهدافه الرئيسية والحد من مشكلاته. وأن يكون هناك بذل مزيد من الجهد لمعالجة المشكلات التي ساهمت في ظهور زواج المسيار مثل العنوسة والطلاق وغلاء المهور، فعلاج الأسباب التي أدت إلى ظهوره قد تخفف من لجوء الناس له. كما دعت الدراسة المؤسسات الدينية أن تضع شروطاً تصون بها كرامة المرأة وتحفظ لها حقوقها حتى لا يستغل ظرفها في هذا الزواج وحماية لها من المتمتعين أو العابثين الذين يتخذون من هذا الزواج وسيلة للتمتع دون أي مسؤوليات تذكر حيث كشفت النتائج أن نسبة كبيرة من المبحوثات توافق على أن زواج المسيار تلبية لرغبات الرجل دون تحمل أي مسؤولية تجاه المرأة. وسوف يقوم كرسي الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز بنشر هذه الدراسة قريبا.